لفت البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، خلال ترؤّسه قدّاسًا إلهيًّا على مذبح كنيسة الباحة الخارجيّة للصّرح البطريركي في بكركي، إلى "أنّنا نصلّي اليوم، كما في جميع كنائسنا، من أجل إيقاف الحرب في ​غزة​ و​جنوب لبنان​، وإحلال سلام عادل وشامل فيهما. فإلهنا إله سلام وأخوّة، لا إله حرب".

وأكّد أنّ "الحرب تدمّر جنى الأعمار وتقتل المواطنين المسالمين، وتهجّر الآمنين من بيوتهم. في الحرب ليس برابح بل الجميع خاسرو"، مشيرًا إلى "أنّنا نصلّي في هذا اليوم إلى إله السّلام والأخوّة كي يمسّ ضمائر أمراء الحرب، ويحوّلهم إلى فاعلي سلام، فبالحرب الكلّ خاسرون وضعفاء. أمّا البطولة فهي في صنع السّلام والحلّ السّلمي ولسان المفاوضات".

ودعا الرّاعي إلى أن "نصلّي أيضًا أن يرسل الله أساقفةً وكهنةً وشمامسةً دائمين ورهبانًا وراهبات وعلمانيّين مؤمنين بالمسيح، إلى حقل هذا العالم الفسيح، لكي يعلنوا إنجيل الملكوت، ويشفوا الأجساد من كلّ مرض ووجع جسدي وروحي ومعنوي"، مبيّنصا أنّ "هؤلاء يبادرون إلى لقاء الإخوة المتألّمين وسماعهم، وتمييز معاناتهم، وإعطائهم الحلول على ضوء الكتاب المقدّس وإنجيل يسوع المسيح وكلمة الله".

وشدّد على "أنّنا كم نتمنّى لو أنّ الّذين يتعاطون الشّأن السّياسي العام عندنا، يدركون أنّهم مدعوّون ليتقدّسوا في عملهم السّياسي، لأنّه بالأساس موجّه لخدمة الشّخص البشري في دعوته وحقوقه الأساسيّة، وإنمائه بكلّ أبعاده الرّوحيّة والإنسانيّة والثّقافيّة والاقتصاديّة، وموجّه لتوفير العدالة والسّلام والاستقرار الأمني بواسطة مؤسّسات الدّولة النّظاميّة والأمنيّة؛ كما أنّه موجّه للاعتناء بقضيّة المسنّ والمهمَل والعامل المظلوم والفقير والجائع".

وأضاف: "إذا اعتنوا بجميع هذه الحالات، نالوا أجرًا عند الله، وسارعوا إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة وفقًا للدّستور الواضح والصّريح، من شأنه أن يعيد ثقة المواطنين بشخص الرّئيس وبمؤسّسات الدّولة الدّستوريّة".