لفت متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عودة، إلى أنّ "في الأحد الأوّل بعد العنصرة، تحتفل كنيستنا المقدّسة بعيد جميع القدّيسين، لتعلّمنا أنّ ثمرة الرّوح القدس هي القداسة، وأنّه لا يمكننا أن نصير قدّيسين بلا نعمة الرّوح القدس. القداسة هي أولى ثمار عمل الرّوح القدّس في الإنسان، وهي ثمرة استجابة الإنسان لعمل الرّوح القدس فيه".
وأشار، خلال ترؤّسه خدمة القدّاس في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت، إلى أنّه "إذا كان ربّنا وخالقنا يحترم حرّيّتنا ويترك لنا الخيار في قبول نعمته أو رفضها، فما بال الإنسان يتحكّم بأخيه الإنسان، ويفرض عليه رأيه ونمط عيشه وطريقة تفكيره، رافضًا احترام حرّيّة أخيه والقبول باختلافه عنه في الرّأي والموقف؟".
وأوضح المطران عودة أنّه "لو شاء ربنا لخلَقنا متشابهين، لكنّه وزّع مواهبه والوزنات بحسب طاقة كلّ منّا. إنّ التنوّع مصدر غنى للجميع، ويفتح مجال التبادل والتعلم، وما علينا إلّا قبول عطايا الله".
وشدّد على "أنّنا نرفع الصّلاة من أجل السّلام في العالم أجمع، وفي الجنوب اللّبناني وغزة الجريحة بشكل خاص. نصلّي لكي يبسط الله سلامه الّذي من العُلى على منطقتنا وعلى بلدنا، ويبعد عن شعبه شبح الحرب وويلاتها، ويمنح أبناءه المحبّة والفرح والسّلام والاستقرار".
وأكّد أنّ "ما يحصل يوميًّا من عنف وتدمير ووحشيّة قلّ مثيلها في الأرض الّتي وُلد فيها الرب يسوع وتألّم وقام من بين الأموات، يندى له الجبين. قتلٌ وتنكيلٌ بالأطفال والشّيوخ والنّساء، صورٌ ظننّا أنّها من العصور البائدة لكنّها تتكرّر أمام أعين العالم منذ أشهر، وما من حلّ في الأفق".
كما اعتبر أنّ "وحدها الصّلاة بقلوب نقيّة تستطيع أن تخرج منطقتنا من أتون النّار ووحشيّة البشر، لأنّ حكّام الأرض لا يأبهون إلّا لمصالحهم ومراكزهم، أمّا الشّعوب المستضعَفة فليس لها إلّا الله والأمل بأن يصحو البشر على إنسانيّتهم، ويسمعوا صراخ ضمائرهم".