توجّه المفتي الجعفري الممتاز الشّيخ أحمد قبلان، إلى العرب متسائلًا: "ماذا تنتظرون وغزة أشلاء، وناسها مذابح، وأطفالها ونساؤها تحت وقع إبادة لم تشهدها الأرض من قبل؟"، مشيرًا إلى أنّ "القضيّة قضيّة الله والتّاريخ والإنسان، ولا محلّ للسّياسة هنا، ولا قيمة لتصفية الحسابات السّياسيّة".
وأكّد أنّ "المطلوب موقف بحجم الزّلزال الّذي يضرب غزة وأهلها، ولذلك لا إمكانيّة للصّمت يا عرب. أهالي غزة يموتون جوعًا، وأصواتهم تملأ الدّنيا، والمزيد من الصّمت يعني مزيدًا من الإبادة، ولا بدّ من فعل أي شيء بأي ثمن"، لافتًا إلى أنّ "ما تقوم به المقاومة في لبنان يصبّ بمصالح لبنان والعرب، بعيدًا عن السّياسة وتفاصيلها، والموقف هنا موقف يطال الضّمير السّياسي والدّيني والشّعبي، ولا فرق فيه بين الأديان، لأنّ الظّالم الجبّار الّذي لا يشبع من الإبادة يجب ردعه بالقوّة".
وركّز قبلان على أنّ "الصّفح عن طواغيت القتل والإبادة يزيد من طغيانهم، والسّكوت عن آلة الإبادة الصّهيونيّة حرام، والإله إله الحقّ والعدل والدّفاع عن المظلوم والضّعيف، لا التفرّج على الإبادة الّتي يرتكبها الظّالم، والحرب الّتي تقتلع أنياب القتلة أو تمنع من طغيانهم ليس فوقها قداسة"، معتبرً أنّه "ولولا مبدأ العين بالعين، لأقامت تل أبيب كيانها الصّهيوني فوق ركام من مذابح بحجم المنطقة كلّها".
وشدّد على أنّ "المطلوب من العرب وقوى المنطقة موقف يزلزل إسرائيل، خاصّةً أنّ إسرائيل اليوم بحفرة لا سابق لها، وواقعها الإستراتيجي ينزف، وقدراتها الإقليميّة بالأرض. فقط موقف موحّد من شأنه الإطاحة بالشّياطين الّتي تسكن عقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو".
كما ذكر أنّه "تبيّن بوضوح أنّ دمج إسرائيل ببنية أمن المنطقة يضع المنطقة كلّها فوق برميل بارود، ولا يمكن أن نسكت عن حرب يعتاش فيها التطرّف الصّهيوني على القتل والإبادة والمجازر".