رأت صحيفة "الأنباء" الكويتية أنه "لم تعد تحذيرات الدول وسفاراتها تقلق اللبنانيين لجهة مطالبة رعاياها بمغادرة البلاد وتوخي الحذر، وإبداء الخشية من توسع الحرب بين إسرائيل و حزب الله"، مضيفة "فمن حجز من اللبنانيين المقيمين في بلاد الانتشار لتمضية الإجازة السنوية وفصل الصيف من قبل عائلته في لبنان، ماض في خطواته، فيما ينتظر الآخرون الحصول على مقاعد إضافية على الطائرات للوصول إلى لبنان. وفي المقابل، استبدل المقيمون في لبنان الحجوزات إلى أوروبا وغيرها على شركات طيران تجارية، بأخرى رسمية تابعة لحكومات ودول، خشية إعادة الأولى جدولة رحلاتها أو إلغائها وفقا للتحذيرات وتطورات الأوضاع".

وأوضحت انه "مضي البلاد بعيدا من مشهد الحرب القائمة في جنوبها، والمهددة بالتوسع في أي لحظة. ويمضي أهلها في الإفادة من فصل الصيف والسياحة الداخلية".

ورأت الصحيفة الكويتية أن "الارتياح النسبي الذي احدثته نتائج مساعي التهدئة بإبعاد شبح الحرب الموسعة عن لبنان، وعدم النية بالدخول فيها لدى الجميع، سلّط الاضواء من جديد على حركة الاتصالات باتجاه الاستحقاق الرئاسي. فنجاح المسعى الاميركي نحو التهدئة كان لافتا بانقلاب مواقف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت العائد من واشنطن، حيث زار المناطق الحدودية مع لبنان وأكد أمام الجنود السعي إلى التسوية من أجل عودة المستوطنين، خلافا للتهديدات التي كان يطلقها سابقا خلال تفقده للقوات المنتشرة على مقربة من لبنان. وفي الجانب اللبناني، فإن حزب الله يؤكد في كل مناسبه انه لا يريد الحرب ولكنه مستعد لها".

هذا الواقع أعاد تحريك الاهتمام بموضوع الاستحقاق الرئاسي. وقال مصدر مطلع لـ"الأنباء" انه يتوقع قيام حركة نشطة خلال الايام المقبلة، وان يشهد شهر تموز خطوات متقدمة باتجاه الرئاسة.

وأشار المصدر إلى ان زيارة "الرجل الثاني في الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، وعلى الرغم من انها لم تحمل نتائج مباشرة، ولكنها أسست لوضع إطار جدي حول إنهاء الأزمة الرئاسية، وكذلك مسعى الجامعة العربية عبر مساعد امينها العام السفير حسام زكي الذي يجري اتصالات بعيدة عن الضجيج الاعلامي، تصب كلها في اطار العمل الهادف نحو إنتاج قواسم مشتركة في نفس الاتجاه".

وتوقع المصدر "عودة تحرك اللجنة الخماسية مع بداية شهر تموز، بعدما أعطت هامشا غير قصير للمسعى اللبناني الداخلي. ومن هذا التحرك التيار الوطني الحر الذي يدفع بقوه باتجاه انعقاد التشاور الداخلي بمن حضر، بعد تأمين أكثرية الثلثين. ولكن هذا التوجه لا يتوافق مع ما يدعو اليه رئيس المجلس نبيه بري ومعه الحزب التقدمي الاشتراكي الذي لم يوقف تحركه".

إلى ذلك، أشارت صحيفة الجريدة الكويتية إلى تصريحات نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية حسام زكي خلال زيارته لبنان حول أن الجامعة لم تعد تصنّف حزب الله كتنظيم إرهابي، مشيرة إلى أن التصريح أثار استغراب دول عربية ما دفعها إلى إرسال استفسارات للجامعة لاستيضاح الأمر، حسب ما كشفت مصادر دبلوماسية عربية في بيروت لـ"الجريدة".

وقالول مصدر دبلوماسي للصحيفة الكويتية إنه قبل حصول زيارة زكي الى بيروت حصل نقاش حول أهمية الزيارة فكان الاتجاه لدى الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط حول ضرورة الحضور على الساحة اللبنانية مادامت هناك جهات عديدة تتحرك وتتقدم بمبادرات بينما الجامعة العربية غائبة.

وذكر المصدر أن القرار بالزيارة جاء وفق قاعدة أنه لا بد للجامعة أن تكون موجودة وحاضرة على الساحة اللبنانية في ظل التوترات القائمة ومخاطر التصعيد العسكري الإسرائيلي، وأنه لا يمكن ترك الفرنسيين أو الأميركيين أو الألمان وحدهم يبحثون عن صيغة لتسوية الأوضاع في لبنان.

وأضاف المصدر "هناك من يظن في الجامعة العربية أنه لا بد من القيام بلعب دور مؤثر، وأن هذا الدور لا يمكن القيام به بدون التنسيق أو التواصل مع حزب الله، وكان المخرج بأن الجامعة ليس لديها لوائح تصنيف للتنظيمات الإرهابية. وقد وقعت الجامعة في تناقض كبير بين تصنيف الحزب كإرهابي والتراجع عن هذا القرار".

وذكرت "الجريدة" أن "تصريحات زكي، أثارت تساؤلات كثيرة حول الهدف من هذا القرار أو التطور، وإذا كان قد سبقته مفاوضات معينة أو مداولات على مستوى مندوبي الدول الأعضاء في الجامعة، وسط تضارب في المعلومات، إذ تشير مصادر دبلوماسية إلى أن الجامعة العربية لم تتخذ قراراً واضحاً لإلغاء القرار السابق، وهناك من يعتبر أن موقف زكي يمثل تناقضاً في توجهات الجامعة التي أقرت تصنيف حزب الله في اجتماع عام، بالتالي لا بد من إصدار قرار مضاد في اجتماع عام أيضاً".

واشار المصدر إلى أنه "في الاجتماع بين زكي والنائب محمد رعد، كان تشديد من قبل الجامعة العربية على ضرورة البحث عن قواسم مشتركة بين القوى السياسية الأخرى في الداخل اللبناني، وهو المدخل الذي تريد الجامعة عبوره للتأثير على المجريات اللبنانية على اعتبار أنه لا يمكن إيجاد أي حل أو تسوية في لبنان بدون التواصل مع الحزب".