أشار الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن تراجُع الجامعة العربية عن تنصيف "حزب الله" كمنظمة إرهابية، يأتي في سياق مجموعة من الإتصالات واللقاءات والتسويات القائمة على مستوى المنطقة، حيث هناك إتصالات سورية مع السعودية والإمارات، بالإضافة إلى أن العلاقات الخليجية الإيرانية تتطور؛ وأمام ذلك لا يمكن أن تبقى الجامعة بعيدة عن هذه الأجواء، معتبراً أن الحوارات القائمة مهدت الطريق لهذا الإنفتاح.

بالإضافة إلى ذلك، رأى أنه لا يمكن تجاهل معطى الواقع وموازين القوى، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة أيضاً، عندما تريد، ترسل رسائل إلى "حزب الله"، موضحاً أن العلاقات الدولية على مستوى العالم تتغير، وهي لم تعد بالحدية التي كانت عليها في الماضي، فحتى الدول التي لديها علاقات مميزة مع الولايات المتحدة، كمصر والسعودية وتركيا على سبيل المثال، لديها علاقات إيجابية مع كل من روسيا والصين.

ورداً على سؤال حول كيفية الإستفادة من ذلك على المستوى اللبناني الداخلي، اعتبر أبو زيد أن المطلوب حوار جدي لمعرفة معالم المرحلة المقبلة إلى أين تتجه، مشيراً إلى أن البعض يعتبر أن المنطقة أمام "سايكس بيكو" جديد، وبالتالي أقل ما يمكن القيام به هو أن ينسق اللبنانيون بين بعضهم البعض، وإلا سيكون لبنان الضحية الأكبر وجائزة ترضية تتقاسمها القوى الفاعلة، لافتاً إلى أننا بحاجة إلى قراءة جدية للمرحلة المقبلة والمتغيرات التي تحصل على المستويين الإقليمي والدولي.