عاد نقيب محرري الصحافة اللبنانية عضو الأمانة العامة للإتحاد العام للصحافيين العرب جوزف القصيفي اليوم إلى بيروت آتيا من بغداد بعد مشاركته في اجتماع الأمانة العامة للإتحاد، وبالإحتفالية التي أقيمت لمناسبة الذكرى ال155 لتأسيس الصحافة العراقية.

وترأس اجتماع الأمانة العامة في مقر نقابة الصحافيين العراقيين رئيس الإتحاد مؤيد اللامي في حضور نواب الرئيس واعضاء الأمانة العامة والامين العام للإتحاد خالد ميري والامين العام للإتحاد الدولي للصحافيين أنطوني بيلانجي.

واستأثر موضوع غزة وما تتعرض له من إبادة بمعظم النقاش خلال هذا الإجتماع، ولا سيما أوضاع الصحافيين في غزة الذين إرتقى منهم ما يزيد على ال 150 شهيدا ووضع خطة تحرك سريعة وعملانية لدعم صمودهم ورفع قضيتهم إلى المحافل والمحاكم الدولية لإدانة الكيان الصهيوني ومحاسبة المسؤولين عن جرائمه. وبعد النقاش المستفيض والتداول تم الإتفاق على إصدار بيان شامل من كل الموضوعات المثارة على هذا الصعيد. وتضمن البيان إشارة إلى الشهداء الصحافيين اللبنانيين الذين ارتقوا في جنوب لبنان.

واستهل البيان بشكر نقابة الصحافيين العراقيين على استضافتها اجتماع الأمانة، ودعوتها لحضور فعاليات الإحتفالية التي أقيمت لمناسبة مرور 151 على تأسيس الصحافة العراقية، ونوه بالدور الكبير الذي اضطلع به الصحافيون العراقيون في تطوير المهنة والدفاع عن قيمها الوطنية والقومية ،وحيّا شهداءها الذين ارتقوا بعدما طالتهم أيادي الغدر ،خصوصًا خلال فترة تطهير ارض العراق من الإرهابيين. وشكر البيان رئيس الوزراء العراقي لموافقته على تخصيص منطقة سكنية لفائدة الصحافيين.

وعلى المستوى السياسي صادفت اجتماعات الأمانة العامة للإتحاد ظروفا دقيقة و صعبة تطرح تحديات كبيرة أمام العالم برمته ، بسبب مواصلة الإحتلال الصهيوني اقتراف جرائمه النكراء التي أجمعت أوساط قضائية و سياسية و إعلامية دولية على تصنيفها ضمن حرب إبادة حقيقية و جرائم ضد الإنسانية و انتهاكًا خطيرًا لجميع المصادر الحقوقية و القانونية الدولية ، من معاهدات و اتفاقيات دولية خاصة بحقوق الإنسان و شرعية دولية . و بتواطئ مكشوف مع قوى الشر في العالم، خصوصًا من طرف العديد من الدول الغربية التي زعمت طوال حقب عديدة التزامها بقضايا حقوق الإنسان و مارست وصاية عنيفة على كثير من دول العالم على قضايا حقوق الإنسان .

وعبر الإتحاد العام للصحافيين العرب عن استهجانه للمواقف المتخاذلة للعديد من المنظمات الدولية التي أثقلت مسامع العالم بشعارات الدفاع على حقوق الإنسان و تصديها لجميع أشكال ومظاهر الخروقات و الإنتهاكات التي تطال هذه الحقوق ، في حين احتمت في هذه الظروف الدقيقة و الصعبة و الخطيرة على مستقبل الإنسانية بالصمت . كما يعبر الإتحاد عن استغرابه من تلكؤ أوساط أخرى في التصدي لجرائم الاحتلال الصهيوني و الدفاع على حق الشعب الفلسطيني في حقه المشروع في الحياة ، كما هو عليه الحال بالنسبة للبرلمان الأوروبي .

و من جهة أخرى أكد الإتحاد أن العديد من وسائل الإعلام الغربية ألقت بجميع شروط الممارسة المهنية الحقيقية جانبا ، و أدارت لها ظهرها و اصطفت إلى جانب المجرمين ، و لم يخجلها في شيء اقتراف التحيز و التعتيم و اختلاق الأخبار الكاذبة .

و في المقابل فإن الإتحاد العام للصحافيين العرب أشاد بالمواقف الشجاعة للإتحاد الدولي للصحافيين تجاه العدوان الصهيوني على غزة .

و في هذا الصدد قرر الإتحاد العام للصحافيين العرب توجيه رسائل عاجلة إلى المنظمات الحقوقية الدولية و تحميلها مسؤوليتها الكاملة تجاه تقصيرها في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني و الدعوة إلى وقف العدوان ، كما حث على مواصلة التنسيق مع الاتحاد الدولي للصحافيين ، و إنشاء منصة إعلامية رقمية بلغات عالمية متعددة لفضح جرائم العدو و الدفاع على الشعب الفلسطيني البطل .و تفعيل صندوق الدعم المالي لفائدة الصحافيين الفلسطينيين خصوصا لأسر الشهداء منهم ، و دعوة التنظيمات الصحافية العربية الأعضاء في الإتحاد إلى تنظيم فعاليات تشمل مختلف أشكال الدعم المالي و الإعلامي و المهني للزملاء الصحافيين في فلسطين الصامدة . ويطالب بالمساهمة الفعلية في علاج الصحافيين الفلسطينيين من الجرحى و المصابين .

و وعبرت الأمانة العامة للإتحاد العام للصحافيين العرب عن اعتزازها و افتخارها بالأدوار الطلائعية التي يقوم بها الصحافيون الفلسطينيون ، و يترحم على أرواح الشهداء الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض فلسطين الصامدة ، و على أرواح الشهداء من الصحافيين اللبنانيين الذين طالتهم أيادي الإرهاب الصهيوني أثناء قيامهم بواجبهم المهني . و يدين بشدة الإعتداءات الصهيونية على الأراضي السورية.

ومن جانب آخر فإن الإتحاد العام للصحافيين العرب يتابع بقلق شديد التطورات الأخيرة المستجدة في بعض الأقطار العربية ، خصوصا في اليمن ، حيث يتم استهداف الصحافيين اليمنيين بالقتل ، كان آخرهم الزميل محمد شبيطة عضو قيادة نقابة الصحافيين اليمنيين و عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للصحافيين الذي تعرض إلى محاولة اغتيال خطيرة ، و هو يوجد حاليا في وضعية صحية حرجة ، و قرر الاتحاد مواصلة متابعتها بدقة . و في ذات السياق يجدد الإتحاد العام موقفه الثابت الداعم للشرعية في السودان و للشعب السوداني الذي يواجه ظروفًا قاسية و خطيرة ، مترتبة على الحرب التي تدور هناك ، أوصلت الأوضاع في السودان إلى مستويات بالغة الخطورة ، من نزوح جماعي وفقر و نقص حاد في سبل العيش من غذاء و صحة و أمن و استقرار ، و الإتحاد إذ يدعو إلى الوقف الفوري لهذه الحرب في إطار شرعية المؤسسات و بالحوار الوطني بين الفرقاء السياسيين ، فإنه يؤكد مساندته المطلقة و اللامشروطة للزملاء الصحافيين السودانيين الذين دفعوا ثمن قيامهم بواجبهم الوطني غاليًا سواء عبر الإستهداف المباشر لإسكات أصواتهم أو من خلال النزوح و التشريد و فقدان وظائفهم و مصادر عيشهم ، و يترحم الإتحاد على أرواح الزملاء الذين فقدوا حياتهم .و يعلن الإتحاد عن ترحيبه بكل الجهود لدعم الصحافيين السودانيين ، خصوصًا ما يتعلق بإنشاء صندوق للدعم . كما يؤكد الإتحاد متابعته المسؤولة لأوضاع الصحافيين وحرية الصحافة و التعبير في تونس و يطالب الإتحاد بإطلاق سراح الصحافيين التونسيين المعتقلين فورًا ، و يؤكد في هذا الشأن تبنيه الكامل لنضالات النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين و يعلن تضامنه المطلق و اللامشروط معها .

و جدد الإتحاد على مواقفه الثابتة فيما يتعلق بتثبيت جميع مظاهر السيادة الوطنية في الأقطار العربية و استقلالها الوطني و رفضه لجميع أشكال و مظاهر الإنفصال و التجزئة ، و يؤكد في هذا الصدد دعمه الكامل لوحدة التراب الوطني المغربي في مواجهة مؤامرة الإنفصال المدعومة خارجيا . كما يشدد على وحدة ليبيا و استقلال قراراتها الوطنية و يدعو إلى ضرورة التسريع بالإتفاق على دستور وطني و قيام مؤسسات تمثيلية و تنفيذية على أساس انتخابات حرة ونزيهة . وينبه إلى أن الأوضاع السياسية هناك تلقي بظلالها على أوضاع الصحافة و الصحافيين .

و على المستوى التنظيمي رحب الإجتماع بطلب المركز الصحافي القطري الإنضمام للإتحاد ليصبح عضوًا كامل العضوية ، و تمت الموافقة من حيث المبدأ على قبول هذه العضوية و عرضها على المكتب الدائم خلال اجتماعه المقبل للمصادقة عليها. كما عبرت الأمانة العامة عن تهانيها للنقباء العرب الجدد الذين انتخبتهم هيآتهم في مؤتمراتها الأخيرة و يتعلق بكل من رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية و نقابة الصحافيين التونسيين و جمعية الصحافيين الإماراتية و جمعية الصحافيين الكويتية . و هيئة الصحافيين السعودية .

واورد البيان أن رئيس الوزراء المصري وافق بناء على توجيهات رئيس الجمهورية على تخصيص مقر جديد لاتحاد الصحافيين العرب في القاهرة، ويجري العمل على ترتيبات نقل الملكية.

وشارك نقيب الصحافة اللبنانية عوني الكعكي بفعاليات الذكرى ال 151 لتأسيس الصحافة العراقية وعقد سلسلة اجتماعات شملت رئيس الإتحاد العام للصحافيين العرب ،والنقباء وعدد كبير من الإعلاميين حيث جرى البحث في أمور مهنية وآليات التنسيق بين النقابات العربية حيال القضايا المصيرية.