أفادت صجيفة "الأخبار"، بأنه تأكد أن محاولة تراجع الجامعة العربية عن تصريحات أمين عام الجامعة العربية حسام زكي حول إزللة تصنيف حزب الله عن قائمة الإرهاب مردّها إلى "ضغط مارسته الرياض بالدرجة الأولى، بعدما أثار كلام زكي استياءً لديها، ولدى عواصم عربية أخرى".

وفي هذا السياق، علمت "الأخبار" أن "جهات عديدة في لبنان والمنطقة أجرت اتصالات احتجاجية بدول الجامعة العربية، وفي مقدّمتها الدول الخليجية".

كما أن الولايات المتحدة، لم تكن بعيدة عن هذا الجوّ، وهو ما أكّدته الخارجية الأميركية في بيان أمس، اعتبرت فيه أن "حزب الله منظّمة إرهابية خطيرة، ولا نرى مبرّراً لرفعها من قائمة المنظمات الإرهابية"، وهذا ما يرجّح، بحسب مصادر مطّلعة لصحيفة الأخبار"، أن يكون "كلام زكي خطوة من دون إجماع عربي حولها، وربما أتت بدفع مصري خاصّ"، علماً أنه منذ توقيع اتفاق استعادة العلاقات الإيرانية – السعودية في آذار 2023 بوساطة صينية، لم تعد الجامعة العربية تتحدث في بياناتها عن "التدخل الخارجي الإيراني المباشر وغير المباشر (أي حزب الله) في الشؤون العربية. وصارت تكتفي بالحديث عن تدخلات خارجية بشكل عام". إلا أن التطوّرات الأخيرة، في حرب غزة - وما نتج عنها في المنطقة – حملت للعرب فرصة لتوظيف هذا القرار بالإعلان عنه بطريقة تعطي انطباعاً بأن تطوراً كبيراً حصل تمهيداً لشيء ما لاحقاً.

وفي كل الأحوال، فإن تراجع زكي عن تصريحاته لا يُلغي بحسب صحيفة الأخبار ما قاله الرجل في لقائه مع حزب الله، ولا وجود توجّه مصري جديد تجاه الحزب عبّر عنه الرجل. ففي اجتماعه مع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، تطرّق زكي إلى الحرب في غزة، وما رافقها من تداعيات داخل القطاع والضفة الغربية وجبهات الإسناد.

وبحسب مصادر "الأخبار"، فقد سمع الحزب كلاماً من الوفد العربي فحواه أن "موقف حزب الله من هذه الحرب وفتح جبهة الجنوب كميدان إسناد، هو موقف مشرّف يستحقّ التقدير الكبير". واعتبر الوفد العربي أن "المقاومة في لبنان تدافع عن كل الشعوب العربية وليس عن شعب غزة فقط".

وفيما تطرّق الوفد في حديثه، إلى أن "المشهد السياسي في المنطقة بعد انتهاء الحرب لن يكون كما قبلها وأن متغيّرات كبيرة ستحصل"، بقيت التقديرات الأولية بحسب صحيفة الأخبار حول الزيارة وخلفياتها، تُراوِح بين أن زيارة الوفد مدفوعة بتشجيع من القيادة المصرية حصراً وأن محاولة عربية (وربما ليست خليجية) لمواكبة تحسّن العلاقات الإيرانية - العربية، وخصوصاً الإيرانية - المصرية، بعد الإيرانية - السعودية، وأن تكون لدى مصر توقّعات بحصول تسوية كبرى في المنطقة، سيكون لحزب الله دور أساسي أو يكون شريكاً فيها، وبالتالي تسعى لترتيب العلاقة معه.