‎حيا مجلس ادارة المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز بعد اجتماعه الشهري برئاسة سماحة شيخ العقل الشيخ الدكتور سامي ابي المنى - رئيس المجلس في دار الطائفة في بيروت، الأخوة "المعروفيين" الموحدّين من أبناء فلسطين المحتلة، المدافعين عن هويتهم العربية والمتمسكين بقرار رفضهم التجنيد الإجباري في صفوف الاحتلال الذي يرتكب جرائم الإبادة الوحشية الموصوفة بحق الأخوة الفلسطينيين.

واذ يثمّن المجلس تلك المواقف النابعة من تاريخ طائفتنا الحافل بالأمجاد وتراثنا العربي المسطّر بالبطولات ونهج قادتنا ورجالنا المكلل بالتضحيات الكبيرة والدماء الزكية في سبيل القضية الفلسطينية، يؤكد مجددا ان المسلمين الموحدين الدروز لم يحتاجوا يوماً لحمايةٍ من أحد ولم يكونوا مرتهنين لأية جهة، وسيبقون خط الدفاع الأول عن انتمائهم القومي العربي الذي يتمسكون به منذ فجر الإسلام وحتى اليوم.

وتوقف المجلس عند التحذيرات الخارجية الاخيرة حول توسيع نطاق الحرب في لبنان وحجم البيانات المحذرة والصادرة عن الدول بهذا الخصوص، ورفع منسوب القلق الذي فعّله انخراط قوى اقليمية بترساناتها العسكرية، مع إدراك الجميع عدم قدرة لبنان على تحمل تداعيات هذه الحرب. متوجها الى الدول الشقيقة والصديقة لضرورة دعم لبنان الرافض للحرب، ومساندة دولته وعدم تركه فريسة حكومة العدو المتعنّتة، من خلال ممارسة الضغوط عليها لإلزامها تنفيذ القرار 1701 والتفويت عليها فرصة إشعال حرب واسعة، تضع المنطقة بأسرها على فوهة بركان، بعد مرور تسعة أشهر على حرب الإبادة الوحشية التي بدأتها على الشعب الفلسطيني.

ودعا المجلس جميع المسؤولين والقوى السياسية للتداعي الفوري فيما بينها، من أجل التلاقي والتشاور حول القضايا المصيرية الكبرى التي تواجه البلاد، اذ من غير المقبول بتاتا ترك التعطيل سائدًا حتى النهاية، بعدما أصبحت سمة التعايش معه كأنها قدر محتوم، وهو يأبى للوطن الخلاص من أزماته، غير آبه بالمبادرات الوطنية والصديقة المخلصة، التي سعت وتسعى لإنقاذه من دائرة الازمات التي تحوط به والتي أوصلته الى هذا الدرك من الانهيار.

وراى المجلس أن الحوار الوطني المسؤول بات حاجة ماسة، يتطلع من خلاله إلى اتفاق سياسي ينجز الملف الرئاسي أولا باعتباره المدخل الأساسي للحلول، ويُفضي إلى النهوض بالوطن ومعالجة الملفات المستعصية لاستعادة الثقة به، انطلاقا من تجاوز المواقف الانقسامية المتصلبة السابقة والبدء بخطوات اصلاحية يتوق اليها الوطن وابناؤه. ويرى المجلس أن انكفاء أي فئة وأي مسؤول سياسي أو روحي، يُعد تخلّفاً عن المسؤولية وتخلّياً فاضحاً عن الانتماء إلى الوطن، بمميزاته وتنوعه وصيغته الفريدة التي نشأ على اساسها.

ولفت البيان الى انه مع قرب انتهاء ولاية المجلس المذهبي الحالي، وبدء التحضيرات للانتخابات الجديدة استجابة للإعلان الصادر عن سماحة شيخ العقل والذي حدد فيه موعد الانتخابات بتاريخ ٢٥ آب 2024 المقبل، فإن المجلس يدعو في هذا السياق كل من له حقّ الترشح والانتخاب، للمشاركة في هذا الاستحقاق، آملاً في وصول أصحاب الكفاءة، للمساهمة الفاعلة في قرارات المجلس الآيلة للنهوض بالطائفة وتطوير مؤسساتها.