اشار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الى انني "لبناني بحت"، اعرف "تنوع لبنان وان مشروع الدولة هو الاساس"، مؤكدا أن "لدينا عدو واحد هو اسرائيل، ونريد علاقات ممتازة مع محيطنا العربي وملتزمون بالتفاهم والتحاور لأننا مع العيش معا كلبنانيين، لكننا مختلفون على قضايا اساسية داخلية وخارجية".

ولفت في حديث مع "سكاي نيوز عربية"، الى ان "التزامنا كتيار بالدولة يضعنا بمواجهة كثيرين من افرقاء الداخل الذين نحتاج للحوار معهم لايجاد حلول، فلو كان جميع اللبنانيين ملتزمين بالدولة لكانت موجودة، وهناك افرقاء يبدّون مشاريع اخرى على مشروع الدولة، وواضح ان هناك خلافا كبيرا مع حزب الله حول اولوية الدولة وعلى مفهومها وكيفية ادارتها، وكلنا بجب ان نكون تحت سقف سيادة الدولة والقانون ثم نختلف حول القضايا الاخرى، لكننا متفقون مع الحزب على الموقف من اسرائيل التي تنكد حياة لبنان واللبنانيين منذ نشأتها".

وأضاف باسيل، أن "اسرائيل قامت على العداء تجاه الاخرين والظلم واحتلال الارض فجاء حزب الله واقام توازنا فهو ليس فقط طرد اسرائيل بل اقام توازنا على الحدود، وهذا الامر لا يزال يسري الى اليوم فهل نتخيل ماذا كانت فعلت اسرائيل لو كان المجال مفتوحا امامها في لبنان؟ لنكن صريحين هناك في لبنان من يرفض فكرة مقاومة اسرائيل من اساسها بينما حزب الله ومن معه يرون ان المقاومة مطلقة وهي فوق كل اعتبار، اما نحنن فنرى ان مشروع الدولة هو الاولوية ويمكن للمقاومة الا تتعارض مع فكرة الدولة بل تتكامل معها وتمدها بعنصر قوة اضافي طالما جيشنا ممنوع ان يتسلح من كل القوى الداعمة لاسرائيل".

ورأى أن "العمود الفقري لأمننا ودولتنا هو الجيش، والولايات المتحدة تدعمه لكن ضمن حدود ان يعمل بالداخل وكل ما يزعج اسرائيل من اسلحة لا يحصل عليه، وفي عهد الرئيس السابق ميشال عون لم نتمكن من وضع بند خرطوش روسي على جدول اعمال مجلس الوزراء كي لا تزعل اميركا وتقطع المساعدات التي نحتاجها للجيش".

وشدد على اننا "مع كل دعم للجيش اللبناني بلا حدود، فهذا جيشنا اي جيش الدولة، وليس جيش سلطة تقمع شعبها والجميع يسلم ومن ضمنهم المقاومة ان الامن في البلد بيد الجيش. طبعا نحن مع ان يتولى الجيش الحدود والدفاع عن لبنان، ولهذا نقول طالما الامر غير متوفر لا بد من استراتيجية دفاعية تكون الدولة الاساس فيها، والجيش عمودها الفقري مع الاستفادة من عنصر القوة الذي توفره المقاومة ليكون منخرطا بالدفاع عن لبنان".

في هذا السياق، أوضح أن "الخلاف مع حزب الله انفجر مع نهاية ولاية عون، لأن الحزب قام بأمرين بخلاف الشراكة الموجودة بالاتفاق بيننا والذي طبقه بشكل صحيح بحقنا بين عامي 2006 و2022: الامر الاول هو الحكومة والثاني الرئاسة. السبب الاول للخلاف مع الحزب هو ان حكومة تصريف الاعمال تأخذ مكان رئيس الجمهورية وتمارس الصلاحيات كاملة بغياب المكون المسيحي، والسبب الثاني للخلاف مع الحزب هو انه اختار مرشح رئاسة الجمهورية بظل عدم قبول القوى المسيحية الاساسية، وحتى اليوم يرفض القيام بتفاهم حول الموضوع فالامر لا يتعلق بشخص بل بمفهوم الشراكة اي ان لا يفرض احد على الاخر شيئا"، لافتا الى ان "حزب الله على لسان السيد حسن نصرالله يقول انه لا يجير اي انتصار استراتيجي لمصلحة قوته السياسية في الداخل واصلا نحن لا نقبل بالموضوع اذا حصل".

وشدد على اننا "ندعم المقاومة ضد اسرائيل، وهذا الموقف واجب ومحق، ولأننا لا نفترض ان انتصارها على اسرائيل ستعكسه في الداخل حيث هناك توازنات لبنانية لها معاييرها واعرافها واصولها وتتعلق بمفهوم العيش معا، حصل تفاهم بيننا وبين القوات على جهاد ازعور فلم يوافق عليه الثنائي الشيعي ومن معه... كانوا يقولون بتصريحات علينة فليتفق المسيحيون ونحن نقبل فلم يسلموا بالامر عندما تم".

ولفت الى ان "منذ البداية كنت اقول باتفاق المسيحيين على مرشح لكن بما يراعي باقي اللبنانيين، فنحن لسنا جزيرة ونعرف وضع المنطقة وتداعياته على لبنان ولم نتحدث يوما بمنطق الفرض لأن الرئيس لكل اللبنانيين وليس المسيحيين فقط". واعتبر أن "الرئيس يجب ان تكون لديه قدرة حوار وتواصل وتفاهم من دون ان ننزع عنه الصفة الميثاقية التمثيلية للمسيحيين ويجب ان ينبثق من وجدانهم وارادتهم فهو الوحيد في الشرق وممثلهم في الدولة اللبنانية".

وتابع، أننا "اليوم نرشح جهاد ازعور، ولكن ندعو للتفاهم ومن اليوم الاول قلت بالتفاهم على مجموعة اسماء مسيحيا ثم نعرضها على الشركاء في الوطن.. الظروف اليوم تفرض اولوية التفاهم على الرئيس لكن بحال عدم التفاهم هناك دستور فليطبق"، موضحا أن "موقفنا معروف برفض ربط الجبهات، ومصلحة لبنان ان ينتصر على اسرائيل لا ان تنتصر اسرائيل عليه او على الفلسطينيين او على اي من العرب ولبنان لا يستطيع ان يكون ضمن الحرب من دون مشاركة جميع العرب او بالحد الادنى جارتنا سوريا وهي اليوم ليست شريكة".

وذكر أننا "ضد ربط جبهة لبنان بفريق من الفلسطينيين هو يقرر الدخول بالحرب من عدمه اذ يجب ان يكون الامر قرارا لبنانيا، لو كانت الحرب تعيد الارض واللاجئين وتوقف الاعتداءات الجوية والبحرية وتحل قضية الثروات كالاعتداء على المياه ومنع استخراج النفط كما تعالج النزوح المرتبط بمشروع تهجير الشعوب وتفتيت المنطقة لأيدتها لكن لا نريد الدخول بحرب لم نقررها وندفع ثمنها باقتصادنا وبأملاك اللبنانيين وارواحهم".

واشار الى اننا "نفهم القيام بعمليات استباقية كما حصل في مزارع شبعا اما الربط اللامحدود للجبهات فغير مفهوم. اخشى الحرب الشاملة لكن لا اتوقعها بسبب العجز الاسرائيلي فهي لم تستطع التغلب على حماس في 340 كلم2 فكيف ستتمكن من التغلب لبنان على مساحة 10452 كلم2؟ هذه مرحلة انتهت فحزب الله اقوى بكثير من حماس... هذا اذا لم تدخل عناصر اخرى بالمعركة من ايران الى الحوثيين والعراقيين والسوريين".

ولفت الى اننا "مطلعون على ما حمله الموفد الفرنسي اموس هوكشتين لباريس وحدود الاتفاق المطروح واضحة ونعتبره غير كاف للبنان بالنظر الى الثمن الذي ندفعه فبعد الحرب ليس من المفترض العودة الى قواعد الاشتباك والمعادلات التي كانت قائمة بل تحقيق مطالب لبنان... واذا كانت الموازين لا تسمح فلماذا دخلنا الحرب؟".

في سياق اخر، رأى أنه "يجب التفاهم على الرئيس المقبل لأن لبنان لا يتحمل فشل عهد كامل، ولكن إذا لم يحصل هذا التفاهم فلنلجأ الى الدستور لانتخاب الرئيس لأن وجوده أفضل من الفراغ، وبالتالي الأولوية هي للتفاهم على الرئيس وإلا الذهاب الى الإنتخاب".

وعن علاقة لبنان مع الدول العربية، شدد على أننا "نريدها أن تكون ممتازة، والخلاف الذي حصل مع الخليج أدى الى ضرر ولكن العلاقات تحسنت"، ومشددا على أن "العلاقات يجب أن تتحسن ولم تكن في أي يوم مع موقف معادٍ أو مضر مع الدول العربية".

وأكد باسيل أن "لبنان لا يقوم الا على المناصفة أو الدولة المدنية ولكن لا أحد بقدرنا يدافع عن اتفاق الطائف، وكل من يخالف الدستور يساهم في انهاء اتفاق الطائف وموقفنا هو المحافظة على الطائف مع تطويره الذي لا يقوم الا على التوافق بين اللبنانيين".

واشار إلى أننا "وبعد ما كل ما مررنا به نستطيع أن نجد ثغرات الدستور ونقوم بمعالجتها بما لا يمس بالتوازنات الداخلية وصولاً الى اللامركزية وقيام دولة مدنية، وهذا مشروع طويل يضع لبنان على سكة التطور".