عقد تجمع "لبنانيون من أجل الكيان" المنبثق عن إتحاد "أورا"، مؤتمرا صحافيا في مركز الإتحاد، أطلق في خلاله الجزء الثاني من مشروعه، في كتاب حمل عنوان "اللامركزية الإنمائية الموسعة وتطبيقها في لبنان"، المشروع الذي أكد واضعوه أنه "يحقق أكبر إجماع وطني لحفاظه على خصوصية كل مكون من مكونات الوطن ويؤمن الإدارة العادلة والحكيمة للتعددية في لبنان".

واستهل المؤتمر بكلمة لرئيس "أورا" الأب طوني خضره، قال فيها: "عندما انزلق لبنان واللبنانيون إلى حافة الإنهيار إبتداء من العام 2019، وفيما تعطلت لغة الحوار بين أبناء الوطن الواحد، وعلى وقع غليان الشارع آنذاك، وفيما مزق الأداء السياسي الفاسد لبنان وكاد يزيله من الوجود ويحوله إلى لبنانات متناحرة على الهوية والوجود، كان هناك مجموعة من المفكرين والخبراء الوطنيين يعملون باحترافية وصمت على إنقاذ الوطن والحفاظ على الكيان. إنهم أعضاء تجمع "لبنانيون من أجل الكيان" المنبثق عن إتحاد أورا".

وأضاف: "إنهم لبنانيون مؤمنون بلبنان ورسالته وصيغته التي لن تقوى عليها أبواب الجحيم مهما عصفت نيران الفتنة والإستقواء والتفرقة. إنهم لبنانيون حقيقيون أعدوا مشروعا سياسيا إنقاذيا جامعا في عز الإنقسامات والأنانيات، وأطلقوا مسيرة إنقاذ وطن في عز اليأس والإحباط، ونادوا بالتمسك بالدستور وعالجوا ثغراته وجروحاته في عز خرقه من قبل المتسلطين من أهل الحكم، الذين فصلوا- وما زالوا- العمل السياسي والدستوري على قياس مصالحهم وفسادهم. وبعد أن وثق التجمع هذه المسيرة في كتاب عام 2023 بعنوان: "لبنانيون من أجل الكيان"- مسيرة إنقاذ وطن، ها هو اليوم - وفي ظل شبه الطلاق بين أبناء الوطن الواحد وعلى وقع قرع طبول الحرب - يطلق المرحلة الثانية من المسيرة ويوثقها في كتاب جديد: "مسيرة إنقاذ وطن 2- اللامركزية الإنمائية الموسعة وتطبيقها في لبنان".

وقال: "صحيح أن هذا المشروع ليس الوحيد حول اللامركزية في لبنان، ولكننا نقول وبكل ثقة وفخر إنه "صنع في لبنان" وبأفكار لبنانية "مية بالمية". إنه المشروع الذي أثبت قدرته على تجاوز الخلافات حول اللامركزية وقابليته لتحقيق أكبر إجماع وطني، أترك الشرح عنه للدكتور إيليا إيليا. لذلك نطلب من جميع المسؤولين اللبنانيين ومن الإعلام اللبناني الممثل اليوم في هذا المؤتمر الصحافي أخذ هذا المشروع على عاتقهم واستكمال المناقشات حوله على أعلى المستويات، لأنه يشكل المدماك الأساس لأي مشروع ينقذ لبنان ويعيد بناء الدولة اللبنانية الديمقراطية، القوية والعادلة، والحاضنة لجميع أبنائها".

وختم الأب خضره مشددا على أن "المرحلة المصيرية التي نمر بها اليوم تستوجب النضال لبقاء لبنان، والنضال لا يكون دائما بالسلاح والحروب، بل بالفكر والكلمة والعمل من أجل السلام كما أنتم ونحن فاعلون، لكي نستعيد لبنان الذي نريد. لبنان التنوع والشراكة والحضارة. وهذا اللبنان لا ولن نبنيه إلا معا وسنبنيه بإذن الله".

ثم قدم عضو تجمع "لبنانيون من أجل الكيان" إيليا إيليا عرضا مختصرا عن المشروع ومميزاته وأهم بنوده وتقسيماته، وقال: "يطمح مشروع اللامركزية الإدارية الذي يقدمه اليوم "التجمع" الى أن يشكل مساحة لقاء بين جميع اللبنانيين، يلتقون فيه على خير كل لبنان وكل اللبنانيين، ونأمل ان يتيح لكل المعنيين والمهتمين من باحثين ورأي عام ومجلس نيابي وحكومة أن يقاربوا هذا المشروع بكليته، ليكون أداة علمية تحمل آلية التشريع إلى حيز التطبيق فينتقلون به من الإطار النظري إلى حيز التنفيذ عبر ترجمته إلى قانون في مجلس النواب يسهم في نشر نعمة الإنماء في ربوع لبنان ويرسخ الانتماء الوطني عند أبنائه، ويبعد عنهم كأس الطروحات التي لا تخدم العيش المشترك فيه. فالمشروع يسير في اتجاه لامركزية إجرائية، تحافظ على مركزية السلطة في الدولة اللبنانية حفاظا على وحدة لبنان وأراضيه وشعبه وادارة التنوع فيه إدارة حكيمة، مع البحث عن نظام تشاركي بين الجماعات اللبنانية كلها لإدارة شؤون المجتمع عبر إدارات محلية لها سلطة قرار موسعة وقدرات مالية وافية. هذا الذي جعلنا نعنون مشروعنا بـ"اللامركزية الإنمائية الموسعة وتطبيقها في لبنان".