أشارت وكالة أنباء "شينخوا" الصينية إلى أن التعاون المتزايد لمنظمة شنغهاي للتعاون والتزامها بتعزيز الاتصال يعد مثالاً قوياً على الوحدة والتقدم الذي يتحقق من خلال العمل المشترك، وهو ما يحافظ على المنطقة آمنة، ويقدم مساهمات مهمة للسلام والرخاء العالميين، ويخدم التقدم على المدى الطويل تماشيا مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

وأوضحت أنه منذ إنشائها في مدينة شنغهاي الصينية في عام 2001، توسعت منظمة شنغهاي للتعاون من منظمة إقليمية تضم ستة أعضاء إلى منظمة عابرة للأقاليم تضم 9 أعضاء كاملي العضوية، و3 دول مراقبة، و14 شريك حوار، تغطي أكثر من 60 بالمائة من مساحة الأرض في المنطقة الأوراسية، وما يقرب من نصف سكان العالم.

وفي حين رأت أن هذا النمو الملحوظ يؤكد على أهمية منظمة شنغهاي للتعاون كمنصة لتعزيز التعاون متعدد الأطراف والتصدي للتحديات المشتركة، لفتت إلى أنه في عالم يجابه تصاعد المواجهة بين الكتل والميول الانعزالية، تقف منظمة شنغهاي للتعاون كمدافع شرس عن الاتصال والتعاون، فضلا عن الانفتاح والشمول.

وأوضحت أن هيكل منظمة شنغهاي ييسر للتعاون مجموعة واسعة من المبادرات التي تهدف إلى زيادة الاتصال وتعميق التعاون. فعلى سبيل المثال، يبين الهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب، الذي يوجد مقره في طشقند بأوزبكستان، مدى تفاني المنظمة في مجال الأمن التعاوني.

ولفتت إلى أنه من خلال المناورات العسكرية المشتركة، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، والجهود المنسقة لمكافحة الإرهاب والنزعات الانفصالية والتطرف، تعمل منظمة شنغهاي للتعاون على تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين. وقد قلل هذا الإطار الأمني التعاوني من احتمالات نشوب الصراعات وعزز بيئة أكثر أمانا لجميع الدول الأعضاء.

وأشارت إلى أنها باعتبارها آلية تعاون عابرة للأقاليم، لا تركز منظمة شنغهاي للتعاون على الأمن فحسب، بل تركز أيضا على الترابط الاقتصادي. ويساعد هذا التركيز المزدوج على خلق بيئة تنعم بالاستقرار والرخاء في جميع أنحاء المنطقة الأوراسية الواسعة، ويشجع على التنمية المستدامة، ويحسن نوعية الحياة لشعب المنطقة.

كما تعزز مبادرات اقتصادية، مثل مجلس أعمال منظمة شنغهاي للتعاون واتحاد بنوك منظمة شنغهاي للتعاون، منذ سنوات التجارة والاستثمار بين الدول الأعضاء. ويتجلى التزام منظمة شنغهاي للتعاون بالترابط الاقتصادي والتكامل بشكل أكبر في دعمها لمبادرة الحزام والطريق.

ورأت أنه بفضل موقعها وتنوع أعضائها، تعد منظمة شنغهاي للتعاون شريكا رئيسا لمبادرة الحزام والطريق، وقد أدى التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق إلى تيسير تطوير ممرات النقل ومشاريع الطاقة وشبكات الاتصالات التي تربط الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون وما وراءها.

ولفتت إلى أن من الأمثلة البارزة على ذلك الاتفاق على بناء خط السكك الحديدية بين الصين وقيرغيزستان وأوزبكستان، الذي تم التوصل إليه في أوائل حزيران. بمجرد اكتماله، سيختصر هذا الخط بشكل كبير الوقت اللازم لنقل منتجات آسيا الوسطى إلى الأسواق العالمية الرئيسة، كما سيسهل اندماج آسيا الوسطى في سلاسل الصناعة والتوريد العالمية، وبالتالي تعزيز التنمية في المنطقة.

ورأت أنه بينما تعمل دول منظمة شنغهاي للتعاون على تعزيز تعاونها، فإن المنظمة تستعد للاضطلاع بدور أكبر في تشكيل الديناميات الإقليمية من خلال التعاون الأمني والاقتصادي وتعزيز التفاهم المتبادل بين الدول الأعضاء فيها. ومن خلال تعزيز التبادلات التعليمية والسياحية والفعاليات الثقافية، تساعد منظمة شنغهاي للتعاون على كسر الحواجز وبناء الجسور بين الثقافات المتنوعة.

وأوضحت أنه باعتبارها شبكة جامعات من الدول الأعضاء في المنظمة تتعاون في مجال البحث والتعليم، تعزز جامعة منظمة شنغهاي للتعاون الفرص الأكاديمية والمهنية وتبني أساسا للنوايا الحميدة والتعاون على الأجل الطويل بين قادة المستقبل.

وأشارت إلى أن هذا النهج الشامل أكد التزام منظمة شنغهاي للتعاون بتعزيز منطقة مستقرة ومزدهرة ومترابطة، وسلط الضوء على الحيوية الدائمة لمبدأ منظمة شنغهاي للتعاون المتمثل في روح شنغهاي، والذي يتميز بالثقة والمنفعة المتبادلتين والمساواة والتشاور واحترام التنوع الحضاري والسعي لتحقيق التنمية المشتركة.

وأضافت: "في الوقت الذي يواجه فيه العالم تحديات غير مسبوقة، فإن التزام منظمة شنغهاي للتعاون الثابت بالترابط والتعاون والتعددية يوفر منارة أمل لمستقبل أكثر تناغما وازدهارا".