تعتبر بلدة الكفور في قضاء النبطية بلدة مميزة بهدوئها والعيش المشترك المسيحي- الإسلامي الذي تتحلى به، من خلال التواصل والتقارب والتودّد بين أبنائها وعائلاتها المسيحيّة والشيعيّة، والزيارات المتبادلة في الأعياد والمناسبات والافراح والاتراح، وهي نموذج بين البلدات المجاورة يجب أن يحتذى به من الجميع.

لبلدة الكفور بلدية نشيطة وفاعلة في العمل البلدي والاجتماعي والتنموي، يترأسها خضر سعد ونائبه طوني سمعان، وتتبع لاتحاد بلديات الشقيف، وهي بشكل دائم خلية نحل في العمل لأجل البلدة وتول، التي تجاورها وتتبع لها، وتسمى بلدية الكفور-تول، التي يتوسع عمرانها ووحداتها السكنية، وفي البلدة كنيسة اثريّة لسيّدة النجاة وحسينية وجامع.

على الرغم من ذلك، تعاني البلدة من شح المياه التي يؤمنها الأهالي بالصهاريج، حيث تبلغ تكلفة الصهريج سعة عشرة براميل عشرة دولارات، ما يكبدهم أعباء فوق أعبائهم الاقتصادية، إلا أن البلدية وفرت صهريجاً لتأمين المياه مجاناً لأهالي البلدة المحتاجين والفقراء والمعدمين، ما خفف الأعباء المادية عنهم، بالرغم من أن ابار فخر الدين تقع على أراضي بلدة الكفور.

ويشير نائب رئيس البلدية طوني سمعان، في حديث لـ"النشرة"، إلى أننا "لا نستفيد منها الا يسيراً، وهناك مشروع ساقي العطاشى نقل جزءاً من مياه الابار إلى النبطية وكفرجوز"، ويلفت إلى أن "حجم الابار لا يكفي للجميع، فبلدة تول باتت بحجم مدينة لكثرة العمران، لكن بتعليمات رئيس البلدية تمكنّا من نقل المياه مجاناً إلى بلدتنا من الابار، ما سهّل على الأهالي وجعل المياه بمتناولهم، ونحن جادون في خدمة أهلنا في الأمور الحياتية والحيوية والخدماتية، لأنه واجب علينا خدمتهم، ونطالب بزيادة عدد الابار لتصبح المياه بمتناول الجميع"، ويضيف: "اليوم يضخون المياه حصتين في الأسبوع، أي 18 ساعة في الأسبوع إلى بلدتنا، وهناك أزمة مياه في البلدة، ومن يطلبها منا تصله بالمجّان".

ويلفت سمعان إلى أن "هناك عائلات هجرت قسراً من المنطقة الحدودية، وهي في حضن أهلها وبيوتهم، ونقدم لهم قدر المستطاع، وهؤلاء أخوة لنا وعانوا في بلداتهم من العدوان الإسرائيلي"، يوضح أن "عددهم 650 عائلة كنا وما زلنا إلى جانبهم، وهم بين أهلهم وفي قريتهم الثانية الكفور"، ويكشف وجود 4000 نسمة من النازحين السوريين، وعملاً بقرار وزير الداخلية والبلديات ومحافظ النبطية، قمنا باحصائهم وفرزهم بين من يحمل إقامة ومن لا يحملها، والعمل الباقي للقوى الأمنية والعسكرية، ونحن نقدم لهم الخدمات، ونتمنى أن يعودوا إلى ديارهم لنتنفس الصعداء".

ويشكو سمعان من أنّ عدداً من بلدات الجوار يحمّل نفاياته ويرميه في حاويات الكفور تول، ويشير إلى أننا "لا نستطيع أن نضع شرطياً على كل حاوية، رغم أننا ننقل النفايات إلى مكبّ في خراج البلدة ونعتمد الطمر للعوادم، ونحن نتحمل جزءاً كبيراً من نفايات النبطية وزبدين وحاروف والدوير"، ويتابع: "المكبّ لدينا عشوائي ونحن نعتمد الطمر قدر المستطاع ونعمل وفق ضميرنا، وبلديتنا الأنجح في الاتحاد".