من أجل خدمة أهداف اسرائيل تنشر صحيفة "بيلد" الألمانية تقريراً حول قرار العدو بشنّ الحرب على لبنان في 15 تموز الجاري، ففي هذا الخبر لا يوجد أي ذرّة مصلحة للبنان وشعبه، فالصحيفة ومن خلفها لا يُقيمون وزناً لسلامة اللبنانيين، كما سلامة كل شعوب المنطقة، بل قرروا العمل لصالح الأجهزة الإسرائيليّة وأن يكونوا جزءاً من الحرب النفسيّة على اللبنانيين.

ومثل "بيلد" فعلت صحيفة "التلغراف" البريطانيّة التي شنّت الحرب على مطار بيروت الدولي وتحدّثت عن اعتماده من قبل حزب الله ممراً ومستودعاً للسلاح والصواريخ، وذلك رداً على حركة المسافرين الضخمة التي سجّلها شهر حزيران من العام الجاري والتي تساوى فيها مع شهر حزيران من العام الماضي، يوم لم تكن الحرب قد بدأت بعد.

بلغ مجموع الركاّب الذين استخدموا مطار بيروت الدولي خلال شهر حزيران الفائت 707 آلاف و201 راكباً، في حين سجّل المجموع في الشهر ذاته من العام الماضي 708 آلاف و970 راكباً، أما الوافدون إلى لبنان في حزيران الحالي، فوصل عددهم إلى 406 آلاف و396 وافداً، مقابل 427 ألفاً و854 وافد في حزيران 2023، أما عدد الرحلات الجوية لشركات الطيران الوطنية والعربية والأجنبية، فقد وصل خلال شهر حزيران الماضي إلى 5509 رحلات، أي بزيادة 0.3 بالمئة عن حزيران العام الماضي

هذه الأرقام استفزّت اسرائيل التي تعاني الأمرّين على المستوى السياحي، ويشهد مطارها على حركة خروج اعلى بكثير من حركة الدخول، ما جعل "التليغراف" وبعض الوسائل الاعلامية العربية والدولية تخوض حربها ضد لبنان ومطاره، الى جانب استثمار معاناة شركة لوفتهانزا أيضاً في سياق الحرب النفسيّة، ورغم كل ذلك تمكن المطار من الانتصار على الحرب ولم يتأثر بها.

الى هنا يبدو كل شيء طبيعياً، فأعداء لبنان لا يهتمون لمصلحته، ولكن ما ليس طبيعياً هو مشاركة لبنانيين بهذه الحرب الى جانب أعداء لبنان، عن قصد في بعض الأحيان وعن غير قصد في أحيان أخرى، وقد تجلّى ذلك في الحرب على مطار بيروت حيث تبنّى لبنانيون، ومنهم في مواقع مسؤولية حالية أو سابقة، ومنهم قياديين في أحزابهم، الاتهامات الغربيّة لحزب الله باستخدام مطار بيروت، ولم يقتصر الأمر على الساعات الأولى لتقرير "التليغراف" بل استمر لايّام ولا يزال مستمراً من خلال روايات وتقارير اعلاميّة تصدر من خارج لبنان ويتم تبنيها وإعادة نشرها في لبنان، وكأنهم يعتقدون أن ضرب المطار سيضرّ حزب الله ولن يضرّ لبنان الذي يدعون حبه والعمل لمصلحته.

يفترض أن يقول أحدهم لهؤلاء أن هناك فرقاً بين أن تكره حزب الله وأن تكره لبنان، فالحرب على المطار لم تكن لضرب الحزب، بل ضرب البلد، وحركة المطار لا تُفيد أو تضرّ الحزب بل تضرّ وتفيد البلد، لذلك لم يعد بالإمكان اعتبار مشاركة لبنانيين بالحرب النفسيّة على اللبنانيين في سياق حريّة التعبير والرأي، بل يجب فعلا متابعة ومساءلة من ينشر الشائعات ومن يختلق الأخبار ومن يبث الرعب في نفوس اللبنانيين ومن يشارك العدو حربه على مطارنا وأرضنا وشعبنا، فلمصلحة من تبنّي ونشر ودعم "الحرب الإسرائيليّة" على مطار بيروت؟!.