أشارت صحيفة "الأنباء" الكويتيّة، إلى أنّ "الاتصالات تستمر لتضييق مساحات الاختلاف بين الفرقاء اللبنانيين، وان كان التعويل على تحرك ميداني من سفراء "اللجنة الخماسية" (السعودية وقطر مصر والولايات المتحدة وفرنسا)، لتزخيم الجهود في الملف الرئاسي المعلق إنجازه منذ 31 تشرين الأول 2022".

وكشف مصدر مطلع لـ"الأنباء"، عن أن "خريطة "الخماسية" تتضمن مشاورات، بصيغة أقل من الحوار الذي طالب به رئيس مجلس النواب نبيه بري، الا ان التوقيت مرهون بالتوصل الى قبول بأسماء مرشحين رئاسيين، لتعطي المشاورات مردودا إيجابيا؛ وتبقى بعيدة عن التعثر وإدخال الأزمة في نفق جديد".

مرجع مسؤول لـ"الأنباء": الاهتمام الدولي بلبنان رسالة لإسرائيل برفض الحرب وزيارة بارولين مثال

من جهة ثانية، ركّز مرجع لبناني مسؤول لـ"الأنباء"، على أنّ "الاهتمام الدولي بلبنان وحركة الموفدين الكثيفة، يهدف إلى أمرين:

أولا: رسالة إلى إسرائيل بأن لبنان لا يمكن استهدافه كما جرى في قطاع غزة، ولبنان ليس غزة، و"حزب الله" ليس حركة "حماس".

ثانيا: رسالة لطمأنة اللبنانيين بأنه لا حرب واسعة على لبنان، وهذه خلاصة زيارة الرجل الثاني في الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، بأن لبنان لا يضرب ولا يدمر ولا يمكن إعادته إلى العصر الحجري".

ولفت إلى أنّ "هَمّ الفاتيكان هو انتخاب رئيس للجمهورية، وحث المسيحيين بشكل عام والموارنة بشكل خاص على تسريع انتخاب رئيس للجمهورية، لان بارولين قال صراحة إلى محدثيه من السياسيين، بأن غياب رئيس جمهورية يعني ان لبنان دولة ناقصة، بالإضافة إلى حماية لبنان من أي حرب اسرائيلية، وتوجيه رسالة إلى إسرائيل تحذرها من مغبة الحرب على لبنان".

وبيّن أنّ "الأبرز في كلام بارولين، كانت عبارته ان عدم التوحد انتحار. وكان لافتا عدم حضور حزبَي "القوات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية" على مستوى الصف الاول في لقاء بكركي، من هنا كانت دعوته للتوحد ليست في الذهاب إلى بكركي انما في انتخاب رئيس للجمهورية، اذ دائما على أبواب انتخابات رئاسية يبرز الموضوع المسيحي بانقساماته".

وأوضح المرجع أنّ "الخارج لا يزال يتعامل مع لبنان كدولة قائمة، وللفاتيكان دبلوماسية خاصة به تقوم على التشاور مع الأقوى في المنطقة، اي الولايات المتحدة الأميركية، ويتم التشاور أيضا في ما يتعلق بلبنان مع فرنسا. وعندما تصبح الامور غامضة في الفاتيكان، ويسمعون الشيء ونقيضه، يعمدون إلى إرسال موفد. وهذه المرة كان من أعلى رتبة وهو الرجل الثاني بعد البابا".

وأضاف: "بما ان بارولين اتم زيارته، هناك متابعة بعدما تبدد الغموض حول رئاسة الجمهورية، بما يمكنه أن يبلغ البابا بحقيقة الصورة، لاسيما وان لبنان بالنسبة إلى الفاتيكان ليس دولة عادية".

كما أشار إلى ان "بالنسبة إلى المسيحيين، يرى الفاتيكان ان أهم مكون مسيحي في المنطقة هو في لبنان، حيث يوجد رئيس مسيحي دوره ليس الاهتمام بمسيحيي لبنان، انما حماية مسيحيي المنطقة، من خلال أميز العلاقات مع الأشقاء العرب، انطلاقا من ان للمسيحيين دور في الشرق الاوسط يجب ان يلعبوه؛ وهو دور سياسي واقتصادي وثقافي".

وأفاد المرجع بأنّ "هذه الصورة تجعلهم عند الوصول إلى الاستحقاق الرئاسي في حالة من الاستنفار، كون المسيحيين في الرئاسة هم الأضعف نتيجة عدم توحدهم. ومن دون رئاسة لا يستطيعون الاهتمام بأنفسهم ولا بمسيحيي المنطقة، مما يجعل المسيحيين في المنطقة في حالة ضياع".

وشدد على أن "الدعوات إلى المسيحيين هي الا ينقسموا، لأن أهميتهم بالتعايش والحكم المشترك مع المسلمين، والفاتيكان من هذه الزاوية بالتحديد، دائما مع الحوار وضد التقسيم".