رأى النّائب شربل مسعد، أن "الاستحقاق الرئاسي دخل بفعل التطورات الميدانية الخطيرة وتحديدا في جنوب لبنان، مرحلة الجمود الكلي، ولم يعد للمبادرات المحلية والخارجية أي دور في تقريب وجهات النظر بين الكتل النيابية التقليدية"، مشيرًا إلى أنّ "كلا من فريقي الممانعة والمعارضة يترقب نتائج الحرب، ويأمل ان تأتي التسوية الإقليمية المرتقبة لمصلحته، بما يمكّنه من فرض شروطه على الآخر".
ولفت، في حديث لصحيفة "الأنباء" الكويتية، إلى أن "استئناف "اللجنة الخماسية" لنشاطها، لن يكون في ظل التطورات والمخاطر الراهنة في المنطقة، وفي ظل الاستحقاقات الدولية، أكثر من ضربة سيف في المياه. فمن التهديد الإسرائيلي بحرب شاملة ضد لبنان، وما سيترتب عليها من تدخلات عسكرية إقليمية حال اندلاعها، مرورا بتصاعد اليمين المتطرف في أوروبا وما سيحدثه من تغيير جذري في السياسات الخارجية لدولها، وصولا إلى الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة وهي الأهم في تحديد صورة المرحلة المقبلة، ناهيك عن الكباش السياسي بين اللبنانيين... كلها محطات رئيسية فرضت على قطار الاستحقاق الرئاسي وما يحيطه من مبادرات، إطفاء محركاته والانتظار إلى حين تبدد الغيوم وانقشاع الرؤية".
وركّز مسعد على أنّ "لبنان دولة متلقّية لا مبادِرة، بحيث تتسلل إليها دون استئذان ترددات الأحداث والاستحقاقات والتطورات الخارجية، علما انه ما كان الاستحقاق الرئاسي بحاجة لا إلى تدخلات خارجية أحادية كانت أم خماسية لمواكبته ورعاية إنجازه، ولا إلى مبادرات محلية لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء اللبنانيين؛ لولا وجود أجندات خارجية تقدم مصلحة أصحابها على المصلحة اللبنانية العليا"، مؤكّدًا أنّ "الدستور واضح لا لبس فيه، سواء لجهة بطلان التشريع أثناء خلو سدة الرئاسة، او لجهة آلية انتخاب الرئيس الجديد".
وبيّن أنّ "لبنان بمشهديته الراهنة خارج المعادلات الدولية، وسفينته في مهب الريح تتقاذفها الأمواج الإقليمية والدولية، فمن رائد في الاستشفاء والتعليم والخدمات المصرفية والسياحية، إلى مستغيث ينتظر التسويات لخروجه من نفق الانهيارات، الأمر الذي تتحمل مسؤوليته كل القوى السياسية التي توالت على الحكم منذ اتفاق الطائف حتى تاريخه". ووجد أنّ "من هنا استحالة إصلاح الدولة سياسيا وقضائيا وإداريا واقتصاديا ونقديا، في ظل منظومة سياسية ترعى مصالحها على حساب المصلحة الوطنية، لأنه من كان السبب في انهيار لبنان لن يكون المرجع الصالح لقيامه من تحت الرماد".
وعما إذا كانت الصورة الإقليمية تنبئ بحرب تقضي على ما تبقى من إمكانية للتواصل بين اللبنانيين ومن كيانية الاقتصاد في لبنان، أشار إلى أنّ "لا مصلحة لا لـ"حزب الله" ولا لإسرائيل بانزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، خصوصا ان المفاوضات غير المباشرة تسير على قدم وساق بين واشنطن وطهران، في محاولة لوقف الانحدار وتفادي الارتطام الكبير".
وأضاف مسعد: "ما نسمعه حاليا من خطابات عالية النبرة ومواقف متشددة وتهديدات بالجملة، مجرد أسقف عالية قبل انطلاق المفاوضات الجدية، التي ستنتهي بتسوية إقليمية شاملة على قاعدة لا غالب ولا مغلوب. من هنا ضرورة نزول الجميع عن الشجرة، والذهاب اليوم قبل الغد إلى انتخاب رئيس للجمهورية يواكب التسوية المرتقبة، ويعيد إدخال لبنان إلى قلب المعادلات الإقليمية والدولية".