أكدت مصادر مطلعة على موقف حزب الله أن نائب مدير المخابرات الألمانية عقد اجتماعين مع نائب الأمين العام للحزب في بيروت، كان أولهما في كانون الثاني الماضي، في حين كان اللقاء الثاني مساء السبت الماضي، إذ التقى المسؤولان في بيروت.

وكشفت المصادر لـ"الشرق الأوسط" أن التواصل لن يقتصر على اللقاءين، مشددة على أن التواصل قائم، وأن هناك لقاءً ثالثاً قد يُعقد في الفترة المقبلة.

وبحسب الصحيفة، تعكس هذه اللقاءات تواصلاً سياسياً وأمنياً غربياً مع الحزب، لا يشمل الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين تدرجان الحزب على لوائحهما للمنظمات الإرهابية.

وتفعل التواصل بين الحزب ومسؤولين دبلوماسيين غربيين، بعد اشتعال حرب غزة، ويشمل دولاً أوروبية، مثل ألمانيا وفرنسا وسويسرا والنمسا ودول أوروبية أخرى، إلى جانب التواصل النشط الذي لم ينقطع مع دول شرقية، مثل الصين وروسيا. وبدا التواصل بين الجسم السياسي في الحزب مع مسؤولين ألمان، حدثاً مستجداً، في ضوء التأزم بين الطرفين الذي ظهر بدءاً من نيسان 2020، إثر قرار اتخذته الداخلية الألمانية وقضى بحظر «حزب الله» اللبناني وتصنيفه "منظمة إرهابية"، من دون التفريق بين جناحيه العسكري والسياسي.

ولا ينفصل الاهتمام الألماني بالتواصل مع حزب الله بعد حرب غزة، عن اهتمام سائر المبعوثين الغربيين الذين يتواصلون مع الحزب، ويكون هذا الملف على رأس قائمة المباحثات. وتقول المصادر المطلعة على موقف الحزب إن الدول الغربية عدّ نفسها معنية بإيقاف الحرب، وهذا دليل على أن جبهة الإسناد التي افتتحها الحزب في 8 تشرين الأول، تمثل أزمة لإسرائيل التي تهدد بشن حرب على لبنان، وتلوح بعمل عسكري واسع، وهي رسائل متعددة يحملها المسؤولون والمبعوثون الغربيون إلى لبنان، وتُنقل مباشرة، أو عبر المسؤولين اللبنانيين إلى حزب الله. ولا تنفي المصادر أن تلك الرسائل تصل إليه، «لكن الحزب يعرف كيف يميز بين رسائل التهديد والرسائل الجدية.