حرب من نوع آخر قائمة بين لبنان وإسرائيل على جانبي الحدود، فكلما أشعل الجيش الإسرائيلي حرشاً بالقصف، أحرق "حزب الله"، بمسيراته وصواريخه، المستعمرات الإسرائيلية في نهاريا وديشون وافيفيم وراميم وكريات شمونة، فهو وضع معادلة جديدة" "كلما أحرقتتم حرشاً في الجنوب أحرقنا أحراشاً في مستعمراتكم المغتصبة"، في حين تسعى إسرائل إلى تحويل المنطقة الحدودية إلى أرض محروقة، لتحقيق هدفها بابعاد الحزب 8 كلم عن الحدود الجنوبية.

في هذا السياق، يشير رئيس الجمعية التنظيمية التعاونية لتجار النبطية والجوار محمد بركات جابر إلى أن "مليون شجرة مختلفة تعرضت للحرق بالقصف الإسرائيلي، وهي سياسة من العدو لتحويل أرضنا إلى أرض محروقة، وهو ما يتبعه خلال قصف حرش مرجعيون الأثري ولحرش تل إسماعيل بين علما والضهيرة"، موجهاً التحية إلى "فرق وطواقم الإسعاف التي تهرع لاخماد الحرائق تحت وابل القصف، فهي تطبق شعارها كن مستعداً"، مطالباً الحكومة بالتعويض على المزارعين، خصوصاً مزارعي التبغ الذين حرمهم العدوان من زراعة أرضهم، مؤكداً أن على وزارة الزراعة، حال انتهاء الحرب، تشجير المناطق الّتي أحرقها الاسرائيليون.

من جانبه، يلفت رئيس اتحاد جبل عامل لنقابات العمال والمزارعين في لبنان علي بشارة، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن منظمة "هيومن رايس ووتش" أكدت المؤكد، لناحية أن الجيش الإسرائيلي استخدم الفوسفور الأبيض في حربه المستمرة على الجنوب، والتي تنفجر 5 مرات في الأعلى قبل أن تصل إلى الأرض، وهو انتهاك للقانون الدولي الذي يحرّم استخدام هذا النوع من السلاح الفتاك، الذي يسمّم التربة ويقضي على المزروعات وينتج عنه مرض السرطان، في أكثر من 17 بلدة جنوبية على الحدود.

ويشير بشارة إلى أن أول من أعلن عن ذلك كان وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن، أمام مجلس الوزراء، أن الحنوب منكوب زراعياً، معتبراً أن إسرائيل اتخذت قرارها بالقضاء على القطاع الاقتصادي في الجنوب، لأنه المنافس الأول للاقتصاد الإسرائيلي، لافتاً إلى أن 10 مزارعين جنوبيين استشهدوا بالاعتداءات المتواصلة، ومنهم مزارعي التبغ ومربي النحل، واعتبر أن افعال اسرائيل هي انتقام من مقاومة أبناء الجنوب.

بدوره، يرى رئيس الاتحاد اللبناني للنقابات السياحية علي طباجة أنه كما قضت إسرائيل على السياحة في الجنوب، تسعى للقضاء على الثروة الحرجية التي تعاند المحتل وتقف بشموخها في وجه آلة الحرب الإسرائيلية، مؤكداً أنه "مهما حاولوا التأثير على السياحة اللبنانية، من خلال الأكاذيب بحق مطار بيروت الدولي، ها نحن نشهد قدوم الزوار العرب والأجانب عبره رغم العدوان جنوباً، ما يدل على الحيوية اللبنانية"، ويشدد على أن "لبنان سيقوم من بين الدمار ولن يسقط، وستبقى المقاومة مصدر قوة هذا الوطن".