أشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى انه مضى في هذه المعركة التي يؤمن بها، مفعم بالايمان والامل والثقة والمعنويات العالية، ونحن نقاتل في الشهر العاشر من الحرب مع العدو، ومنذ دخولنا هذه المعركة حدّدنا لها أهدافاً ونرى تحققها يوماً بعد يوم والعدو يعترف بهذه الانجازات ويعتبرها استراتيجية.

ولفت، في كلمة له في الاحتفال التأبيني الذي أقامه "حزب الله" للقيادي محمد نعمة ناصر "الحاج أبو نعمة" في مجمع الإمام المجتبى بالضاحية الجنوبية لبيروت، الى انه من خلال معركتنا نستطيع إشغال العدو عن العدوان على غزة ونفهمهم أنه إذا أراد وقفها، عليه وقف عدوانه على غزة، واكد بان "جيش العدو غير قادر على إخلاء الشمال بسبب خوفه من تسلل مجموعات المقاومة ولا سيما مع خسارة تجهيزاته التجسسية". واكد بان جيش الاحتلال يعاني من نقص في العديد وهم مضطرون لمحاولة إجبار الحريديم على التجنيد، وأهداف استنزاف العدو في الاقتصاد والعديد والواقع الاجتماعي محققة وهذا سيضطره لوقف الحرب.

واوضح بان "الأطراف الدولية تدرك أن وقف إطلاق النار في شمالي إسرائيل مرتبط بوقف العدوان على غزة، والتزامنا بمعركة طوفان الأقصى كان التزاما بالشكل والمضمون منذ اليوم الأول واعتبرنا أنفسنا جزءا منها". ولفت الى ان العدو يعيش في هذه المرحلة أسوأ أيام في تاريخه، وبعض التحقيقات بشأن 7 تشرين الأول كشفت نقاط الضعف، والجيش الإسرائيلي قتل معظم المدنيين الإسرائيليين إن لم نقل كل المدنيين في 7 تشرين الاول، وشدد على ان الفشل هو عنوان هذه المعركة لدى إسرائيل في الشهر العاشر حيث لم يحقق جيش الاحتلال أي من أهدافه المعلنة.

وشدد على انه "ليس لمعركتنا في الجبهة اللبنانية إسم خاص للتأكيد على وحدة المعركة ونضيف لعنوان معركة "طوفان الأقصى" عنوان "جبهة الاسناد اللبنانية"، وليس في نيّتنا أن نطلق على معركتنا عنوانا آخر لنبقى جزءا من "طوفان الأقصى"، ونحن ننتظر نتيجة المفاوضات والعالم كله سلم أن إسرائيل غير قادرة على الحسم العسكري ويجب وقف إطلاق النار، وبالنسبة لنا حركة "حماس" تفاوض عن نفسها وعن كل محور المقاومة، وما تقبل به حماس نقبل به جميعاً، وما ترضى به نرضى به جميعاً، وهذه المعركة معركتهم.

واكد السيد نصرالله بانه يجب أن نسجل للمقاومة الفلسطينية، الوحدة والشجاعة وأيضاً لأهل غزة ونسائها وأطفالها الشموخ والصمود والارادة والعزم، ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو برفضه وقف العمليات قبل الهجوم على رفح بحجة إجباره على الهزيمة أكد أنه لم يحقق نصراً. واوضح بان مساحة رفح 64 كلم مربع والمدينة الادارية 27 كلم مربع. وفي هذه المساحة الضيقة هناك عدة فرق متمركزة وكانوا قد اعلنوا عن 3 اسابيع للحسم، اليوم لقد مر شهرين و4 ايام من دون حسم، ومن يهددنا باجتياح جنوب الليطاني فلينظر إلى ما يجري في رفح بمساحتها الضيقة حيث فشل في تحقيق نصر.

وشدد الامين العام لحزب الله على ان ما جرى في غزة أدّب الجيش الإسرائيلي وصمودها حمى كل الجبهات من أي هجوم إسرائيلي، وما جرى في غزّة خفّض سقف الأهداف الإسرائيلية المعلنة تجاه الجبهات الأخرى ولا سيما في لبنان. واكد بان الإسرائيلي لم يعد يهدد بالقضاء على المقاومة في لبنان والحرب الشاملة عليه.

واردف "إبعاد حزب الله 8 أو 10 كيلومتر عن الحدود كما يقول الاحتلال لن تحلّ مشكلته، وتوجه للجيش الاسرائيلي بالقول: "عندما تطلّ دباباتك تعرف من ينتظرها.. رماتنا ماهرون". وتابع "اذا حصل وقف اطلاق نار في غزة سنوقف اطلاق النار بالجنوب من دون اي مفاوضات، ولكن اذا اعتدى علينا الاسرائيلي جاهزون للرد، ويجب ان نبقى حذرين والبناء على اسوا الاحتمالات، ونحن نستعد بشكل دائم، واذا اراد نتانياهو بالاستمرار بالمعركة سياخذ كيانه للخراب.

واشار إلى أنّ وحدة نصر ووحدة عزيز في المقاومة الإسلامية تعبير عن تقسيم جغرافي عسكري لمنطقة جنوب الليطاني. واردف "أتحدث في احتفالات الشهداء القادة وأتمنى لو أستطيع أن أتحدث في احتفال كل شهيد وأتمنى أن أقضي عمري بين بيوتهم وعوائلهم، ولكن للأسف هذا الأمر غير متاح لأسباب عديدة".

وذكر نصر الله أنّ "الشهيد القائد أبو نعمة، مجاهد، أسير، مقاتل وجريح لمرتين وقائد وفي نهاية المطاف النهاية الجميلة والعاقبة الحسنة"، مشيرًا إلى أنّ "أبو نعمة كان في كل الأوقات في الخطوط الأمامية"، موضحًا "أننا نتحدث عن المؤمن الواعي البصير الذي اختار طريق المقاومة في ريعان شبابه وقضى كل عمره في ميدان المقاومة"، لافتًا إلى أنّ أبو نعمة " مضى في هذه المعركة التي يؤمن بها، مفعم بالايمان والامل والثقة والمعنويات العالية".

وأكّد أن أبو نعمة كان مؤمنًا في معركة "طوفان الأقصى"، مشددًا على أنّ "التزامنا في المعركة كان التزامًا حاسمًا ونهائيًا وليس لمعركتنا اسم خاص".