نشر الجيش الإسرائيلي اليوم نتائج أول تحقيق في إخفاقه الأمني خلال هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" في السابع من تشرين الأول، وأقر فيه بأنه لم يحم مواطني تجمع بيئيري السكني، وهو واحد من التجمعات السكنية التي تعرضت لأسوأ أضرار.

وذكر الجيش إن التحقيق تناول سلسلة الأحداث والقتال وسلوك القوات الأمنية خلال اليوم. ومع إقرار الجيش بفشله في حماية المدنيين في التجمع السكني، أشاد بشجاعة سكان بئيري، بما في ذلك فريق الاستجابة السريعة الذي حاول صد المسلحين على الرغم من قلة عدد أفراده مقارنة بهم.

وخلص التحقيق إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يكن مستعدا لسيناريو التسلل الكبير لمسلحين إلى إسرائيل، ولم تكن لديه قوات كافية في المنطقة، ولم تكن لديه الصورة الكاملة للأحداث حتى الظهر، أي بعد بضع ساعات من بدء الهجوم، بالإضافة إلى أنه لم يحذر سكان بئيري بالصورة الملائمة وأن قتاله لم يكن منسقا.

لكن التحقيق لم يجد خطأ في إطلاق دبابة النار على منزل كان المسلحون يحتجزون فيه نحو 15 اسيرا، وهو حادث أثار انتقادات في إسرائيل لتعريض المدنيين للخطر. وجاء في ملخص الجيش "بعد سماع دوي إطلاق النار من المنزل وإعلان المسلحين نيتهم قتل أنفسهم والاسرى، قررت القوات اقتحامه من أجل إنقاذ الاسرى".

وأضاف الملخص "وجد الفريق أن المدنيين داخل المنزل لم تصبهم قذائف الدبابة"، إلا أنه يتعين إجراء مزيد من التحقيقات لتحديد الكيفية التي قتل بها الاسرى في ظل وجود علامات تشير إلى أن المسلحين قتلوهم.

ودعا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت اليوم إلى إجراء تحقيق رسمي في الإخفاق الأمني في هجوم السابع من تشرين الأول. واوضح إن التحقيق يجب أن يشمله هو نفسه ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. ورفض نتانياهو دعوات سابقة لفتح تحقيق رسمي.

وقدم الجيش تقريره إلى سكان بئيري، وكثير منهم بين عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين لا يزالون نازحين منذ هجوم السابع من تشرين الأول.

وذكرت ميري جاد ميسيكا إحدى ساكنات تجمع بئيري "لم أكن بحاجة إلى كل هذه التفاصيل". وأضافت "ما يهمني هو سبب ما حدث، والكيفية التي يمكننا بها منعه من الحدوث مجددا، والكيفية التي يمكننا بها إعادة رهائننا، والكيفية التي يمكننا بها الشعور بالأمن من جديد".