اشار أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الى إننا اليوم نحن على بوابة ذكرى حرب تموز 12 تموز 2006، نحن من خلال المقاومة ننتمي إلى هذه ‏المدرسة التي تكلمنا عنها، إلى هذه الثقافة، ثقافة الحياة الحقيقيّة التي نرى أن المقاومة فيها تصنع الحياة وأنّ ‏الشهادة فيها تصنع الحياة، وعندما نُقدّم الشهداء كما أن في فيتنام وفرنسا وألمانيا، أنا لم أضرب أمثلة من ‏البلدان الإسلامية مثل الجزائر مليون شهيد، ولكن كما هو حال الشعوب في العالم، أنت تُقدّم ‏‏1000 شهيد أو 2000 شهيد لِيحيا الملايين، تُقدّم عشرات آلاف الشهداء ليحيى ملايين الناس، عشرات ‏ملايين الناس ليحيوا بكرامة وعزّة وأمن، لِيشعروا بسيادتهم، لِتبقى لهم كرامتهم وخيرات بلدهم، هذه ‏هي ثقافة المقاومة وثقافة الشهادة، وهذا ما نريده نحن للبنان ولِشعب لبنان، هذا ما نريده، لبنان الذي عانى ‏من الاحتلال والاجتياح منذ عام 1948 والعدوان، ماذا كانت نتيجة المقاومة؟ تحرير الأرض، الأمن، ‏السيادة، الكرامة، العزّة، الحفاظ على الخيرات، وعندما يَعتدي نُواجهه.‏

ولفت السيد نصرالله في كلمة له في المجلس العاشورائي الذي يقيمه الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، الى انه ‏اليوم المقاومة ما يَعترف به العدو المقاومة تُشكّل اليوم عامل ردع وحماية حقيقيّة، دَعك من بعض ‏التقييمات الأخرى، ما أنتجته المقاومة، ما صنعته المقاومة حتى الآن، أمّا ثقافة الموت من أين تأتي؟ تأتي ‏من أميركا ثقافة الموت، نحن لم نعتدي على أحد، أميركا هي التي جاءت واعتدت على شعوب منطقتنا، ‏إسرائيل هي التي جاءت واعتدت على فلسطين ولبنان وسوريا والأردن ومصر وعلى المنطقة كلها، ‏وإسرائيل هي التي تُهدد بالقتل وبالدمار، وأميركا وإسرائيل هما اللذان يملكان الأسلحة النوويّة، ثقافة ‏الحياة لا تأتي من أمريكا بل تأتي من أمريكا ثقافة الموت. في وقت ما أُجريت دراسة إحصاء ‏بالحروب التي شنّتها أميركا خلال القرن الماضي والقرن الذي سبق، وأعداد من قتلتهم، دعونا من هذه ‏الإحصائية، ولكن من كم سنة أنا وإياكم عشنا هذه، ماذا فعلت في أفغانستان؟ وماذا فعلت في العراق؟ وماذا ‏فعلت في الصومال؟ مباشرةً القوّات الأميركية، في فلسطين عندما أتوا لنا بإسرائيل والكيان.

ولفت الى ان مجموع من ‏قُتل في هذه المنطقة في عقود من الزمن ملايين، من قَتلهم؟ الأميركيون والإسرائيليون، هل هؤلاء هم الذين ‏سينشرون ثقافة الحياة عندنا وفي منطقتنا؟ واليوم الذي يُعبّر عن ثقافة الحياة هو من يُدافع، من يُقاوم، ‏من يُضحّي، من يُقاتل، من يُستشهد، من يَصمد، من يَقف في وجه العدو والاحتلال والهيمنة والتسلّط ‏والمشروع الأمريكي الإسرائيلي في بلدنا وفي منطقتنا. هذه هي الحقيقة وهذه هي الثقافة التي ندعو ‏إليها، على الإطلاق الناس تُريد أن تنبسط فَلتنبسط وتُريد أن تفرح فلتفرح وتُريد أن توسع فلتوسّع بيوتها ‏وتزيد أموالها فلتزيد أموالها وتتاجر وتزرع وتصنع، لا توجد مشكلة في هذا الموضوع، لكن المهم كيف يمكن ‏أن تُشكّل الحاجز المتين والقوي الذي يَحمي شعبك وناسك، والذي يحمي أرواحهم، دماءهم، أعراضهم، أموالهم، ‏خيراتهم، كرامتهم، حريتهم، هذا جزء من ثقافة الحياة التي تعلّمناها في كربلاء، ولذلك شهداؤنا كانوا كشهداء كربلاء صنّاع حياة وصنّاع نصر، وشهداء اليوم في غزّة وفي لبنان وفي اليمن وفي سوريا وفي ‏العراق وفي فلسطين وفي إيران وفي كل منطقة، هم شهداء صنّاع نصر وصنّاع حياة، والذي ينشر الدمار ‏والموت في هذه المنطقة هو أميركا وربيبتها وأداتها ومعسكرها المُتقدّم إسرائيل، هذه هي فكرتنا وهذه هي ثقافتنا.‏