وصف مصدر سياسي مطلع لـ «الأنباء» الكويتية، إطلاق مبادرة المعارضة لانتخاب رئيس للجمهورية «كغيرها من المبادرات التي سبقتها». وقال انها «لا تسمن ولا تغني من جوع، وجاءت بعد سلسلة مبادرات ومساع لم تثمر أي تقدم، بل كانت تشاورية لخرق الجمود الحاصل في الملف الرئاسي».

وأكد انه «لا انتخاب للرئيس قبل جلاء صورة المباحثات لوقف إطلاق النار في غزة وانعكاسه على لبنان، ومن ثم إجراء حوار جدي برعاية أممية وعربية في لبنان أو في أي دولة من دول اللجنة الخماسية، وإلا سيبقى الوضع في لبنان كما هو عليه بين القيل والقال والدوران في الحلقة المفرغة».

وأشار المصدر «إلى ان ترحيب دول اللجنة الخماسية بأي مبادرة، يأتي في إطار التشجيع على التحاور والتشاور لعل وعسى يحصل أي تقدم ملموس». واعتبر «ان الانقسام النيابي بين مؤيد ومعترض على المبادرات والمساعي، تجعله يفقد الجدية والمصداقية في التعاطي بالشأن العام».

واوضح مصدر متابع لـ «الأنباء» ان «حزب الله» يسعى «إلى إبقاء الباب مفتوحا على كل الاحتمالات لما بعد اتفاق غزة، فهو إذ يؤكد ان المعارك على جبهة الجنوب ستتوقف فور انتهاء الحرب في غزة، يبقي الباب مفتوحا على كل الاحتمالات كما كان الوضع قبل الانسحاب الإسرائيلي عام 2000، يوم رفض كل الدعوات التي تطالبه بالإعلان صراحة عن تسليم سلاحه بعد انتهاء الاحتلال». وأضاف المصدر: «هذه المواقف ترتبط بالملفات المفتوحة خصوصا المناطق التي لاتزال تحت الاحتلال والخاضعة للقرار 242 وهي منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، التي لن يحسم أمرها لا في المدى القريب ولا البعيد، وستبقى ماثلة ما دامت أزمات المنطقة لم تحل، إضافة للنقاط الحدودية المختلف عليها».

وبحسب المصدر، يبني «الحزب» مواقفه القابلة للتأويل في أي اتجاه، على مواقف وزراء حكومة نتنياهو الذين يواصلون ​سياسة​ التهديد والوعيد وقد يسقطون أي اتفاق بشأن لبنان. وتابع المصدر: «ان الحزب وبعدما اظهر طول باعه خلال حرب الاستنزاف على مدى 10 أشهر، لن يقبل بأي حل يفرض عليه، دون تجاهل احتمال نقل الجبهة إلى منطقة الجولان السوري المحتل التي شهدت تصعيدا لافتا في الفترة الأخيرة، انطلاقا من مزارع شبعا التي هي خارج اتفاق الحدود ومنطقة عمل قوات الدولية. وتختلف الغاية في تصعيد الطرفين من حجم المواجهات في الجولان، ففي حين يريد الحزب ربط منطقة المزارع بملف الحدود، فإن إسرائيل تريد باستهدافها مواقع للجيش السوري، إدخال دمشق في تسوية الحدود في محاوله إطفاء الجبهة مستقبلا بعد حرب غزة».