أفادت صحيفة "الجمهورية" بأنّه "بدا من الاتصالات أنّ قوى المعارضة باتت على وشك "استسلامها" للأمر الواقع، لجهة تعذّر إنجاح مبادرتها الجديدة ذات الاقتراحين الجديدين القديمين حول آليات جلسات التشاور لإنتخاب رئيس للجمهورية".

ولم تخف مصادر نيابية في المعارضة اقتناعها بأنّ "الوقت الحالي ليس مهيئاً وناضجاً لطرح مبادرات فعلية وجدّية مقبولة لإنتخاب رئيس للجمهورية، لأنّ الوضع في منطقة الشرق الاوسط ومن ضمنه لبنان، دخل مرحلة ترتيب اوضاع جديدة وربما خرائط وأنظمة حكم جديدة، وثمة من يقول ترتيب حدود جديدة لبعض الدول، وترى انّ كل الجهات الداخلية في لبنان تنتظر ما ستتمخض عنه التسويات والاتفاقيات الجديدة، ليتبين أي رئيس تحتاجه المرحلة الجديدة واي صفات واقتناعات لديه تناسب المرحلة المقبلة. لذلك اصطفت المعارضة في الطابور في إنتظار رسم خريطة طريق لوضع المنطقة، لا تنفيذ خريطة طريقها التي طرحتها لإنتخاب الرئيس. وهي باتت مقتنعة انّها لا يمكن ان تؤمّن غالبية نيابية لإمرار مبادرتها نظراً لعدم وجود عامل دفع جديد فيها لا داخلي ولا خارجي".

واضافت المصادر لـ"الجمهورية": "انّ الترتيب الجديد لوضع المنطقة يستدعي انتخاب رئيس لبناني يشبه المرحلة المقبلة لا المرحلة الحالية التي يمرّ فيها لبنان ودول المنطقة. لذلك كل ما يجري هو لعب في الوقت الضائع. ونحن سجّلنا موقفنا ليس إلّا في إنتظار الانتهاء من رسم خريطة طريق المنطقة".

إلى ذلك، قالت مصادر سياسية لـ"الجمهورية" انّ هذا الموقف الإيطالي حول الاتفاق الحدودي بين لبنان وإسرائيل "يفرض التعمق في البحث عن أسباب المخاوف التي تزايدت نتيجة العوائق التي تحول دون التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، خصوصاً وانّ ما يجري من عمليات عسكرية متواصلة يوحي بتجدد الايام الساخنة من العدوان عليها، وما انتهت إليه من مجازر ارتكبت بحق المدنيين".

لكن مصادر ديبلوماسية اوروبية كشفت عبر "الجمهورية"، انّ التوسع في تفسير كلام رأس الديبلوماسية الإيطالية ليس أوانه سوى لدى من لا يتابع ال​سياسة​ الخارجية الايطالية تجاه أحداث المنطقة، ولا سيما منها الوضع في لبنان. وأضافت انّ إيطاليا حريصة على العمل منفردة، حيث تستطيع ومن ضمن الاتحاد الأوروبي، العمل من اجل استتباب الامن في جنوب لبنان. وأضافت: "لا يجب ان ينسى أحد انّ لايطاليا القوة الثالثة في تشكيل وحدات القوات الدولية المعززة (اليونيفيل) العاملة في جنوب لبنان منذ توسيع مهمّاتها وزيادة عديدها منذ صدور القرار 1701 في 12 آب 2006، ولم تتغيب عن اي مسعى لتعزيز دور هذه القوة وحمايتها، ومساعدة الجيش اللبناني على أكثر من مستوى على القيام بواجباته في افضل الظروف وفي ظل الأزمة التي تعصف بلبنان، عدا عن حجم المساعدات الإيطالية في مجالات التنمية والشؤون الاجتماعية وخدمة المجتمعات المضيفة للنازحين".

واكّدت المصادر انّ "التعمّق في موقف وزير الخارجية الايطالية يعني، بالاضافة الى اهتمامه الدائم بلبنان، تأكيداً على اهتمام حكومي اوسع، ترجمته زيارات كبار المسؤولين الايطاليين، ومنهم رئيسة الحكومة التي زارت لبنان من ضمن جولتها على المنطقة، وعبّرت عن اهتمام بلادها بالوضع ككل، ولا يحمل كلامها اي إشارة إلى مبادرة ايطالية منفردة من خارج الجهود الاوروبية والدولية".

وفي سياق البحث عن ترتيبات اليوم التالي للحرب جنوبا، يبدو ان الاقتراح البريطاني بوضع ابراج مراقبة داخل الاراضي اللبنانية قد سقط قبل بلوغه آذان قيادة حزب الله. ووفقا لما نقلت صحيفة "الديار" عن اوساط ديبلوماسية، فإن إسرائيل ابلغت البريطانيين والاميركيين رفضها العرض البريطاني لانه سيكون موجها ضد امنها، رافضة ان يتم نصب الابراج في مواقع يديرها الجيش اللبناني، واشترطت ادارة بريطانية للمواقع، على ان يتم توجيه كاميرات المراقبة المفترضة الى داخل الاراضي اللبنانية، لضبط ما اسمته نشاط مقاتلي حزب الله. وهذا ما تم رفضه على نحو حاسم من قبل لبنان الرسمي بالتنسيق مع قيادة حزب الله.

في سياق متصل، وعشية تجديد تمديد مهمة اليونيفيل في مجلس الامن الدولي، استبعدت مصادر مطلعة حصول اي تعديل في متن القرار لوضعه تحت الفصل السابع. وقد ابلغ الفرنسيون لبنان انها عازمة على اقتراح تجديد روتيني من دون اي تعديل لانها لا تريد ان تضع القوات الدولية في مواجهة اي جانب في ظل الوضع المتوتر.