اشار بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي خلال ترأسه حفل تخريج طلّاب الكلّيّة الشرقيّة الباسيلية في زحلة، الى دور الشباب في بناء الاوطان ودور المدارس في التربية والتنشئة الوطنية والاخلاقية الى جانب الاهل الذين يشكلون المدرسة الاولى في حياة كل منا وقال "يسعدني جدًّا أن نجتمع في هذا المساء لنحتفل بانتقال أبنائنا الأحبّاء طلّاب المرحلة الثانويّة في الكلّيّة الشرقيّة من صفّ إلى صفّ ومن مرحلة إلى مرحلة. يسعدنا جدًّا أيضًا أن نشارك أحبّاءنا الشعور الجميل القويّ الذي يحسّون به في هذه اللحظات والذي يصعب علينا نحن أن نصفه من الخارج، إنّما هو بالتأكيد شعور مزيج من رضًى وراحة وانشراح وفرح وبداية لرسم تصوّر لمستقبل يحلمون ببنائه".

ولفت الى ان "الرؤية الكلّيّة والتربية الشاملة اللتين الكلامُ عليهما تقعان على ثلاثة: أوّلًا الأسرة التي هي المدرسة الأولى لتعلّم الطفل، حيث يتعلّم الطفل أمثولات الحياة الأولى ويعيش الحبّ والانضباط والمسؤوليّة والقيم التي يؤمن بها الأهل. وثانيًا المدرسة التي هي أكثر من مكان للتعلّم، التي هي بيئة منتظمة حيث يتمكّن الطلّاب من أن ينموا شخصيًّا ومجتمعيًّا، بالتعاون بين المدرّسين والأهل وبتطوير الكفاءات المجتمعيّة وبالتعلّم بالاختبار وبالمساندة الشخصيّة الفرديّة. وثالثًا المجتمع مكان الفرص المتاحة والتحدّيات القائمة، حيث يتعلّم الطالب أن يكون له دور في الجماعة وأن ينخرط في الحياة المدنيّة وأن يعيش التنوّعية وقبول الآخر".

ورأى ان "أمّا الدولة فمن المنطقيّ والمفروض أن يكون لها اليد الطولى، بل أن تكون متميّزة، في الرؤية الكلّيّة والتربية الشاملة، فتوفّرَ كلّ ما يلزم لذلك. المدارس الخاصّة رديف للمدرسة الحكوميّة. واجب على الدولة وحقّ للطالب أن يحصل منها مجّانًا على التربية الشاملة المتميّزة، ممّا يعني أن تملك الدولة أفضل الأبنية والتجهيزات المدرسيّة وأفضل المدرّسين وأفضل المناهج. الدولة هي المسؤولة الأولى عن تنشئة مواطنين صالحين وعلينا جميعًا أن نطالبها بذلك".