أشار الأب بشارة إيليّا، الى أننا "نجتمع معكم اليومَ لنحييَ ذكرى عاشوراء، نحيي بمعنى نعيشُ هذا الحدث الأليم، لأنّه يحملُ أصدقَ المعاني الإنسانيّةِ وأنبلهَا، والتي يفتقر إليها عالمنا اليوم."

ولفت إيليا، في كلمة من حسينية كيفون، الى أننا "جئنا لنأخذَ عبرةً من هذا الحدث الذي حصل في العاشر من محرم سنة إحدى وستين هجرية في واقعة كربلاء الحزينة، التي أدت إلى مصرع الحسين واستشهاده".

وذكر انه "أصبح هذا الحدثُ يوم حزنٍ وبكاءٍ، ليس فقط على المستوى الدينيّ لدى الطائفة الشيعية الكريمة، بل حدثٌ للتأملِ وكأن لكلِّ أمةٍ فاديها. تحمل هذه المناسبة في طياتها أبعادًا إنسانيّةً كبرى، وهي آلام الأبرياء، ومعركة الحق ضد الباطل، والوقوف في وجه الحكم الظالم".

وأضاف "كم يفتقرُ عالمُنا ويخسرُ إنسانيَّته في هذه الأيام، وكأن الإنسانَ قتل إنسانيّتَه عن سابق تصور وتصميم. ألم يوصِ والدُ الحسين الإمام علي عليه السلام، فيقول: "فهما اثنان إما أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق".

وشدد على أنه "علينا أن نتعلمَ من واقعة كربلاء ونوقفَها على الرّغم من أن الإنسانيّة تعيش مأساتِها العظيمة. فكم من الحسين في عصرنا والعالم ساكت؟ كم من زهراءَ في هذا العالم تبكي وتنتحب والعالم ساكت؟ إنّ مدرسةَ الحسين تلتقي مع تعاليم رسول الأمم القديس بولس في قوله: "لا تدع الشر يغلِبكَ، بل اِغلب الشرَ بالخير" (روما ١٢: ٢١). هذه مدرستُنا وهذا رقيُّ إيمانَنا".

وتابع الأب إيليا، "اللهم نسألك أن تزرع السلام في أرضنا وتوقفَ الحروبَ على هذه البسيطة، خصوصًا في الأرض المقدسة التي وطأها سيدنُا يسوع المسيح الذي انتصر على الموت بالموت وأعطى الحياة للذين في القبور".

وأردف "نستشفعك أيها الرب الإله باسم كلّ الدماءِ الزكيّةِ التي سقطت على هذه البسيطة، وبحق ألم الأبرياء، التي تسقط اليومَ في جنوب لبنان وغزة. فلتكن فديةً وانتصارًا كمدرسة الحسين، وانتصار الدمِ على السيف فيعمُ السلامُ في العالم أجمع".