أكّد رجل الأعمال بهاء الحريري أنّ "مشروعه سياسي وطني بالدّرجة الأولى، وأنّه لن يتعامل مع أحد بكيديّة، وأيّ تفاوض يمكن القيام به لن يكون إلّا تحت سقف مشروع رئيس الحكومة الرّاحل رفيق الحريري"، مشدّدًا على أنّ "الفتنة عنده ممنوعة".
وأشار، خلال لقاءاته واجتماعاته لليوم الثّاني على التّوالي في شتورا، حيث استقبل المزيد من الشّخصيّات والفاعليّات والوفود البقاعيّة، إلى أنّه "لن يكون في الطائفة السنية إلّا قطب واحد، وعندما أكون موجودًا ممنوع على غيري أن يكون موجودًا"، مركّزًا على أنّ "من الضروري المحافظة على اتفاق الطائف وتطبيقه، باعتباره الحلّ لأزماتنا". ورفض موقف النوّاب التّغييريّين "غير المفهوم من اتفاق الطّائف، ودعوتهم إلى إلغائه أو تغيير نصف بنوده"، داعيًا إلى "العودة إلى معادلة الثّنائيّة".
ولفت الحريري إلى أنّ "لبنان رسالة يمثّل قطبَين أساسيَّين في العالم المسلم والمسيحي، ونحن لا نتكلّم عن العيش المشترك فحسب بل عن الحكم المشترك، وفي عهد رفيق الحريري والبطريرك الماروني الرّاحل مار نصرالله بطرس صفير كان الوضع في لبنان بألف خير، رغم وجود الوصاية السّوريّة".
ورأى أنّه "لو كان الرّئيس السّوري الرّاحل حافظ الأسد حيًّا، لما كان تم اغتيال رفيق الحريري". وتوقّع أن "تشهد المنطقة تغيّرات جذريّة"، معتبرًا أنّ "علينا انتهاز هذه الفرصة، لأنّ الوقت بات مناسبًا للعمل، والأمور تتّجه نحو الإيجابيّة". ووجد أنّ "الرّبيع العربي قد فشل، وتحوّل إلى خريف. وطريقة التّغيير الّتي اعتُمدت برهنت أنّها كانت خاطئة، سواء في الوطن العربي أو في لبنان".
كما حذّر مِن "بعض مَن يطلقون على أنفسهم تسمية "مجتمع مدني أو تغييري"، مشيرًا إلى أنّ "الثّورة الّتي حصلت كانت أخطر من الاتفاق الرّباعي، رغم أنّ أهدافها وأسبابها كانت محقة، ولكنّها كانت مشتّتة من ناحية المطالب والمواقف". ووصف التّحالف الرّباعي بأنّه "تحالف جنوني، ولو لم يحصل لكان لبنان اليوم في وضع أفضل بكثير من ناحية الازدهار والتطوّر، وربّما كان أصبح يضاهي أهمّ دول العالم تطوّرًا" .
وأضاف الحريري: "لن تحصل حرب في لبنان، وعلينا النّظر إلى المستقبل في الوقت الحالي، والقيام بالإصلاحات المطلوبة في القطاع العام وإنشاء المؤسّسات، وإعادة علاقاتنا وشراكتنا مع الدّول الشّقيقة والصّديقة كافّة".
وأعلن "أنّنا سنقوم بالعمل لتنشيط القطاع الخاص، بمساعدة من فريق استشاري جزء كبير منه كان يعمل سابقًا إلى جانب والدي، وسنتعاون لوضع مخطّط توجيهي لكلّ منطقة حسب احتياجاتها وأولويّاتها، بالتّشاور مع أهالي المناطق حسب مقوّماتها، سواء كانت صناعيّة أو زراعيّة أو سياحيّة أو غيرها، بالتّوازي مع قيامنا بمشاريع إنمائيّة مستدامة متطوّرة، من خلال استثمار كلّ الخبرات الّتي نتمتّع بها؛ وستشمل الأراضي اللّبنانيّة كافّة".
وأكّد "أنّنا سنسعى بكلّ ما أوتينا من قوّة لإرساء الاستقرار في البلد، لأنّ ذلك سيكون محفّزًا للمستثمرين خارج لبنان، خصوصًا أنّ هناك مقوّمات مميّزة يتمتّع بها البلد، لا سيّما على صعيد المأكولات اللّبنانيّة الّتي تحتلّ المراكز الأولى عالميًّا؛ وسنقوم بوضع مخطّط لدعم المشاريع الّتي تعمل على تعليب المأكولات وتصديرها للعالم". وتوجّه إلى الوفود بالقول: "فلنضع أيدينا بأيدي بعض، لنكمل مسيرة رفيق الحريري ونصحّح المسار".