احتفلت جامعة القديس جاورجيوس في بيروت، بتخريج الدّفعة الأولى لطلّابها في كليّة الآداب والعلوم في اختصاصَي علوم الحياة وتكنولوجيا المعلومات، في احتفال أقامته في باحة مدرسة البشارة الأرثوذكسيّة في الأشرفية، برعاية وحضور رئيس مجلس أمناء الجامعة متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران ​الياس عودة​.

في المناسبة، أشار رئيس الجامعة الوزير السّابق ​طارق متري​، إلى "أنّنا نسعد بما حقّقتم، بعد أعوام ثلاثة من العمل الجاد، بظلّ ظروف صعبة وقاسية أحياناً، إمتحنت جهودكم ومثابرتكم"، مؤكّدًا "أنّنا ما كنّا لنصل إلى هذا اليوم لولا التّعاضد القوي بين أجسام الجامعة المختلفة. وأصارحكم أني لم أعرف مثله سابقًا في حياتي الجامعيّة السّابقة والمهنيّة الأخرى".

ولفت إلى أنّه "لعلّ جامعتنا النّاشئة، وسط التردّي الّذي يحيط بنا والقلق الّذي لا يفارقنا، نمت بقوّة هذا التّعاضد، وكنتم أنتم يا طلّابنا، في صفوف البنّائين إلى جانب مجلس الأمناء والمسؤولين في الجامعة وأساتذتكم والإداريّين والعاملين كافّة"، مبيّنًا أنّ "روح التّعاضد تلازمت مع إنفتاح على استقبال الأفكار الخلّاقة في غير مجال، ممّا ساعدنا جميعًا في التكيّف مع الضّرورات، ومنها ما يتّصل بضيق المساحة حينًا وضيق ذات اليد حينًا آخر".

وركّز متري على أنّ "هذه الضّرورات فُرضت علينا بفعل الإنهيار الاقتصادي والمالي في ​لبنان​. صحيح أنّ الرّوح الخلّاقة ساعدتنا على التكيّف، إلّا أنّها حفّزت سعينا إلى التميّز ومراجعة الذّات والتعلّم المستمر، لا من النّجاح والتقدّم فحسب، بل من التردّد والتعثّر أيضًا".

بدوره، شدّد وزير التّربية والتّعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال ​عباس الحلبي​، على "أنّني في هذه المناسبة أراهن على جامعة القديس جاورجيوس، وتطلّعها إلى المستقبل بثقة، وكلّي أمل بأن تكون هذه الدّفعة من المتخرّجين الجامعيّين في طليعة المساهمين مستقبلًا في نهضة البلد".

وتوجّه إلى الطلّاب المتخرّجين، قائلًا: "أحيّيكم وأشدّ على أياديكم إذا اخترتم إكمال تخصّصاتكم أو انتقلتم إلى سوق العمل في لبنان أو في بلاد الله الواسعة. ولا أشكّ لحظةً أنّكم ستكونون من الرياديّين في العطاء والإنتاج في خدمة لبنان. وإن غادرتم لبنان فهو لا يغادركم. عودوا إليه لِبنائه ونهضته، فأنتم أمل اليوم والغد ورأسمالنا البشري الّذي نفتخر به".

أمّا المطران عودة، فأشار إلى أنّه "لمؤلم حقًّا أن نشهد غروب شمس لبنان الّتي كانت تشعّ على محيطه، وتدنّي مستوى السّياسة والأخلاق، وانهيار الاقتصاد، وتراجع المؤسّسات الوطنيّة، وتقهقر الإدارات الرّسميّة، وتباطؤ التّفتيش عن الحلول، فيما لبنان بحاجة إلى تضاعف جهود كلّ أبنائه من أجل إعادته واحة حرّيّة وديمقراطيّة وثقافة وحوار وتفاعل وإشعاع وإبداع".

وشدّد على أنّ "رجاءنا أن يستفيق مَن في يدهم الأمر على واجباتهم، ويبذلوا أقصى الجهود، بأسلم النيّات، لإصلاح ما قد فسد، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ويعيدوا لهذا البلد الصّغير الدّور الكبير، والّصوت المسموع، والفاعليّة القصوى".