لفت نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشّيخ ​نعيم قاسم​، إلى أنّ "المقاومة حقّقت أربعة أمور ساطعة: أوّلًا أعطت القوّة ل​لبنان​، ثانيًا حرّرت لبنان بعد 22 سنة من احتلال 1978 و18 سنة من احتلال 1982، ثالثًا جعلت للبنان استقلالًا وكينونة، بحيث أنَّ الدّول المختلفة لا تستطيع أن تتصرّف في لبنان على أنَّه ساحة تارةً تفكر أن توطِّن فيه وأخرى تفكر أن تقتطع جزءًا منه لإسرائيل، وتارةً تفكّر في أن تجعله وكرًا للمؤامرات والفتن المذهبيّة. هذا انتهى ببركة المقاومة"، مبيّنًا أنّ "رابعًا الحماية، فالبعض دعانا إلى أن نوقف المقاومة بعد سنة 2006، فطالما هناك خط أزرق فيكفي ذلك".

وسأل، في كلمة ألقاها في المجلس العاشورائي في اللّيلة السّادسة في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، "لو أوقفنا المقاومة، هل ستوقف إسرائيل هجومها على لبنان واحتلالها بعض الأراضي اللّبنانيّة؟ هل ستعيد في يوم من الأيّام هذا الحق ّالمشروع في 13 نقطة؟ هل كان يمكن أن نرسِّم حدودنا البحرّيّة؟ هل يمكن أن تفكّر إسرائيل أنّها لا تستطيع أن تهضم لبنان لأنَّ المقاومين فيه بالمرصاد؟".

وأكّد قاسم "أنّنا بحاجة إلى حماية للبنان، والمقاومة وفّرت هذه الحماية. من لا يريد هذه الحماية، فليقل لنا كيف يحمي لبنان؟"، مشيرًا إلى أنّ "البعض يقول اتركوا الأمر للجيش اللبناني، ونحن نقول: نحن معك ولكن قوموا بتسليح الجيش، وزوّدوه بالإمكانات والتقنيّات العسكريّة، حتّى يكون هناك تكافؤ بينه وبين الكيان الإسرائيلي، ليستطيع ضرب إسرائيل". وأوضح أنّ علينا أن نكون في خدمتهم، ونساعدهم دون أن نكون في الموقع الأوّل المتصدّي. نظريات الخيارات البديلة سقطت منذ سقوط القرار 425".

وشدّد على "أنّنا اليوم نخوض مساندةً من الجبهة الجنوبية لثلاث مصالح: مصلحة إنسانية، مصلحة قومية، ومصلحة وطنية. المصلحة الإنسانية أنَّنا نقف بوجه إبادة جماعية ضد الإنسانية باعتراف العالم، ولا يمكن لبشري لديه إحساس قليل إلَّا أن يقف بوجه الإبادة بكل الإمكانات التي يستطيعها".

كما فسّر أنّ "على المستوى القومي، نحن نواجه احتلالاً إسرائيلياً لأشقائِنا وإخوتنا، و​فلسطين​ المركز الأساس الذي فيه القدس وفيه الشرفاء وفيه التضحيات، وبالتالي نحن معنيون أن نبذل جهودنا لتكون فلسطين بوصلة لنا. أما وطنياً فلأنَّ لبنان في دائرة الاستهداف إن لم يكن اليوم فغداً، ودائماً تسمعون التهديدات المختلفة، وكانت لتصبح واقعاً لولا أنَّنا أقوياء وفي الميدان، إنما تذهب هدراً لأنَّنا أقوياء وفي الميدان".

وركّز قاسم على أنّ "المقاومة هي ردَّة فعل على الاحتلال، وهي من أجل أن تطرده من منطقتنا وبلدنا وفلسطين، وهي لم تكن يوماً سبباً لاستجلاب الاحتلال، فالاحتلال هو الذي ولَّد المقاومة".