لفت بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك ​يوسف العبسي​، خلال ترؤّسه الليترجيا الالهية، خلال لقاء شبيبة أبرشية بعلبك، إلى أنّكم "قدمتم اليوم من كلّ رعاياها لتلتفّوا في البيت العائليّ حول راعيكم وآبائكم، تنظرون بعضكم إلى بعض، تصغون بعضُكم إلى بعض، تتعرّفون بعضكم إلى بعض، تستمدّون قوّة بعضكم من بعض، تفرحون بعضكم مع بعض، تصلّون بعضكم مع بعض؛ وتتبادلون الأفكار والآراء حول ما تعيشونه وما يعني لكم شيئًا في حياة اليوم".

وأشار إلى أنّ "اليوم يرى كلّ واحد منكم أنّه ليس وحده، بل له إخوة وأخوات كثيرون يحبّونه يقدّرونه يحترمونه مشتاقون إليه، ومستعدّون ليقدّموا له كلّ مساعدة تُسعده وتنجّحه وتريحه وتفتح له آفاقًا جديدة. اليوم تشعرون بأنّكم لستم أفرادًا، بل أنّكم عائلة جميلة وقويّة ومتلاحمة، متنوّعةُ المواهب والإمكانات، عائلةٌ تشبه العائلة التي ألّفها يسوع من الرسل المتنوّعين الذين جمعهم حوله من أماكن مختلفة من بلدهم".

وركّز العبسي على أنّكم "اليوم تعرفون مَن تستطيعون أن تستندوا إليهم، لتحقّقوا أحلامكم الثمينة والجميلة بعضكم مع بعض. أيّها الأحبّاء لا يخطرنّ على بال أحد منكم أنّكم متروكون وحدكم. نحن عائلة واحدة، عائلة الربّ يسوع. إن كنتم في الأطراف على الجغرافية اللبنانيّة، كما يقولون، فأنتم في قلب كنيستكم لا على أطرافها، وقد أردنا أن نعبّر لكم عن ذلك بقدوم عدد من السادة المطارنة إليكم اليوم".

وأوضح أنّ "كنيستنا تريد، ونحن الشبابُ اليوم كلّنا معها، أن تصلّي من أجل أن نعود بعضنا إلى بعض، ونتوب بعضنا إلى بعض، وأن نطلب السماح والغفران من الربّ يسوع، وأن نأخذ مقاصد لكي نكون، بتقرّبنا من الربّ يسوع، أقرب بعضنا من بعض كلَّ يوم أكثر من أمسه".

كما ذكر أنّ "في هذا العام بنوع خاصّ، نصلّي من أجل أن يرى كلّ واحد منّا، نحن الشبابَ مستقبلَ الكنيسة، كيف يمكنه أن يكون غصنًا ثابتًا وخضرًا في يسوع، عضوًا منتميًا إلى الكنيسة فاعلًا"، مضيفًا: "أنتم في داخل الكنيسة وليس في خارجها. أنتم الكنيسة. أنتم أغصان الربّ يسوع كما سمعنا من الإنجيل. لقد غرسكم الربّ في هذه الأرض، فإن أردتم أن تكونوا ثابتين فيها كونوا ثابتين في يسوع المسيح. كونوا قريبين بعضكم من بعض، منفتحين بعضكم على بعض، متقبّلين بعضكم لبعض. كونوا أغصانًا في كنيسة تستقبل كلّ من يضعه الربّ على طريقها، كنيسة ترى في الاختلاف والتنوّع غنًى وجمالًا ونعمة من الله، كنيسة لا تحدّ نفسها أو تطوّق ذاتها بمساحة واحدة، كنيسة تريد أن تثبت في المسيح لا أن نثبت وجودها بإزاء غيرها".

وبيّن العبسي أنّ "الثبات في المسيح ينجم عنه فرح وسلام ووداعة، أمّا إثبات الوجود فيخلق القلاقل والخلافات. فلنَثبت في المسيح قبل كلّ شيء، لنعش في صداقة مع المسيح، في قرب منه لئلّا نجفّ ونيبس ولا يعود لوجودنا معنى".

وتابع: "في صلواتنا اليوميّة تصلّي الكنيسة "لأجل ثبات كنائس الله المقدّسة". تصلّي الكنيسة في كلّ يوم على هذه النيّة، لأنّها تعلم أنّ الثبات في المسيح، ثباتَ الأغصان في الكرمة، ليس بالأمر الهيّن نظرًا إلى العقبات الكثيرة التي تنتصب أمامنا. المسيحيّ في تجربة دائمة بين صعوبة الثبات وسهولة السقوط".

وأكّد أنّ "لذلك علينا أن نصلّي على الدوام لئلّا نقع في التجربة، كما طلب منّا السيّد المسيح. الثبات في يسوع هو نعمة نطلبها منه. الرسل أنفسهم تزعزعوا في أوقات كثيرة وظروف متنوّعة، لكنّ المسيح يقول لنا اليوم اثبتوا فيّ، ويقول لكلّ واحد منّا ما قاله لبطرس لقد صلّيت من أجلك لكيلا يتزعزع إيمانك".