أشار الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد ​حسن نصرالله​، إلى "أنّنا نعتزّ بجرحانا الّذين نعتبرهم دائمًا الشّهداء الأحياء على أصالة هذه المقاومة وثباتها، وعلى مستوى تضحياتها وصدقها وإخلاصها"، مبيّنًا أنّ "جرحانا هم شهود على إخلاص مسيرتنا، والكثير منهم لم تقعدهم الجراح، بل هم يعودون إلى الجهاد وهم في معركة إسناد "طوفان الأقصى"، ويمضون في الطّريق حتّى يمنّ الله عليهم. الأغلبيّة السّاحقة من الجرحى تعافوا وعادوا إلى جبهات القتال".

وأكّد، في المجلس العاشورائي المركزي في مجمع سيّد الشّهداء في الضّاحية الجنوبيّة لبيروت، أنّ "الوعي السّياسي والاجتماعي والثّقافي مطلوب في هذا الزّمان في القادة والمسؤولين وفي عامّة النّاس أيضًا، وهذا يؤدّي إلى البصيرة"، موضحًا أنّ "الأساس في الثّقافة الغربيّة هي ثقافة الأنا، وهي المعيار الأساس لديهم. في الثّقافة الغربيّة يُضحّى بكلّ شيء من أجل الأنانيّة، حتّى بأقرب النّاس". وذكر أنّ "هناك فرقًا بين ثقافة الإسلام حيث النّاس هم المحور، وبين ثقافة الغرب الّتي تعتمد على ثقافة الأنا".

وركّز السيّد نصرالله على أنّه "إذا كل يوم جرت مجزرة مثل ما حصل اليوم في المواصي في خان يونس، وقلت للبعض إنّ أميركا عدو وإسرائيل عدو، فإنّهم لا يقتنعون"، لافتًا إلى أنّ "ما يجري في فلسطين و​غزة​ من أوضح النّماذج والقضايا، وهذا الموضوع عقائدي وسنُسأل عنه يوم القيامة، وموقفنا إذا كان مع الحقّ له كرامته يوم القيامة، وإن لم يكن فلذلك حساب عظيم يوم القيامة".

واعتبر أنّ "في حالة العدو الّذي يريد أن يعتدي علينا ويحرق ويعتقل، من الخطأ التّفكير والقول إنّ لا علاقة لنا، وهذا جهل"، مشدّدًا على أنّ "القضيّة واضحة والمظلوميّة واضحة والحق واضح، ومظلوميّة الشّعب الفلسطيني خصوصًا في هذه الأيّام، لا ترقى إليها مظلوميّة". وأشار إلى أنّ "العدو الصّهيوني يرتكب مجرزةً كبيرةً بحقّ نازحين في المواصي في خان يونس، وبعد ذلك يبرّر بأنّه كان يريد استهداف قادة، فهل هناك استباحة أكثر؟ هل هناك علو وظلم وطغيان أكثر ممّا يجري مثلما جرى اليوم من مجازر؟".

كما توجّه إلى مليارَي مسلم في الكرة الأرضية، قائلًا: "هل أنتم لا تقدرون على فعل شيء لفلسطين؟ عبّروا عن موقفكم على أقل تقدير، قولوا لا للعدوان... خذوا موقفًا باعتصام، بمظاهرة، باحتجاج... هذا ستسألون عنه يوم القيامة"، موضحًا أنّ "أمام ​القضية الفلسطينية​، مسؤوليّتنا الاهتمام والتّعاطف النّفسي والقلبي والعاطفي والدّعاء والتّعبير عن الموقف السّياسي والإعلامي والإدانة".

وأضاف نصرالله: "المظاهرات الأسبوعيّة الّتي يقوم بها الشّعب اليمني دعمًا لغزة تحت الشمس وفي البرد، تشكّل سندًا معنويًّا ونفسيًّا وعاطفيًّا"، مذكّرًا بأنّه "في حرب تموز عام 2006 عندما كنّا نشاهد في بلد ما تجري تظاهرات داعمة لنا، كان المقاتلون والنّاس يأخذون نفسًا، فلا شكّ أنّ أي تظاهرة أو اجتماع سيشكّل دعمًا للشّعب الفلسطيني".

وأشار إلى أنّ "المستوى المتقدّم من المساندة، هو المساندة المادّيّة أي بدفع المال، ومن يريد أن يقدّم المال ليصل إلى غزة فمن مسؤوليّته أن يفعل ذلك"، مؤكّدًا أنّ "واجبنا أن نقف إلى جانب أهل غزة وليس منّة أو جميلًا منّا، وإذا لم نقم به فسنحاسَب يوم القيامة". وأفاد بأنّ "المستوى الأرقى من المساندة هو القتال، من أجل أن تدفع العدو مع الوقت ليوقف عدوانه على ​الشعب الفلسطيني​، وهذا واجبنا".

وفسّر أنّ "خلفيّة إسناد معركة "طوفان الأقصى" الفكريّة والثّقافيّة والدّينيّة والشّرعيّة والفقهيّة والقانونيّة، هي أنّنا مسؤولون عن النّاس، وهذا من ضمن دائرة القدرة والطاقة، ونحن ما فعلناه هو ضمن دائرة القدرة والطّاقة، وقد راعينا المصلحة الوطنيّة"، مبيّنًا "أنّنا قدّمنا الشّهداء وتحمّلنا المسؤوليّة، وأعطانا الله تحرير الأرض ومهابة ورعبًا في قلوب أعدائنا، وأعطانا كرامةَ وشرفًا وحمايةً وغلبة".

إلى ذلك، شدّد نصرالله على أنّ "إسرائيل المهزومة، شرط ضروري ومهم لمستقبل شعوب وحكومات ودول هذه المنطقة"، خاتمًا: "نحن الّذين خرجنا من حرب تموز 2006 مرفوعي الرأس ومنتصرين، بالرّغم من كلّ ما أصابنا ولحق بنا، وقدّمنا من شهداء وجرحى، إن شاء الله سنخرج جميعًا من معركة "طوفان الأقصى" رافعي الرّؤوس ومنتصرين شامخين".