رعى وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري وعضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور يوم الإعلاميين والفنانين في راشيا، وذلك بدعوة من جمعية اللقاء البيئي في قضاء راشيا بالشراكة مع بلدية راشيا واتحاد بلديات جبل الشيخ، بمناسبة انطلاق فعاليات لجنة الأنشطة السياحية لعام 2024، بحضور حشد كبير من فنانين ورؤساء ومدراء تحرير، بينهم رئيس تحرير "النشرة" الأستاذ جوزف سمعان، ومندوبي تلفزيونات ووسائل إعلام مرئية ومسموعة ومكتوبة ومواقع تواصل اجتماعي وناشطين بيئيين.

هذا، واستهل اللقاء بفطور صباحي من منتجات راشيا في مقر الجمعية في نيو راشيا، ثم انتقل الوفد الإعلامي إلى سوق راشيا الأثري حيث قاموا بجولة في السوق لينتقلوا بعد ذلك إلى كنيسة السيدة في راشيا، حيث كان في استقبالهم كاهن الرعاية الاب ابراهيم سعد.

الاب سعد رحب بزيارة وزير الإعلام والنائب ابو فاعور والوفد الإعلامي الى الكنيسة، وقال: "نعيش في إطار عيش واحد ونتنفس هواء واحدا، ولدينا حلم ان تكثر من هذه البيئة الفكرية"، مضيفًا "نحن هنا في هذه المنطقة نتحدث بلغة واحدة وليس لغتين لأن على الطريقة اللبنانية نتحدث بلغة معينة في الصالونات وفي الحلقات الضيقة ويكون الكلام مختلفا، ولكننا هنا لنا لغة واحدة فأهلا بكم في داركم، وانا على قناعة ان العائلة الدرزية في راشيا ضرورة لي كالتنفس وإخواننا الدروز يشعرون بنفس الأمر، ونسعى ان نعمم هذه النفسية ونمتنها وأن تنتقل عبر الاعلام إلى كل لبنان".

ثم زار الوفد قلعة الاستقلال في راشيا حيث جالوا في أقسامها وزاروا معرض الأسلحة وغرف الاستقلال.

الوفد انتقل إلى مطعم الكنز في راشيا حيث أقيم غداء تكريمي للوزير مكاري والوفد الإعلامي

وفي كلمته، قال أبو فاعور: "أشكر وزير الاعلام على تشريفه في هذه الزيارة تلبية لدعوة جمعية اللقاء البيئي في قضاء راشيا ورئيسها وليد سيف الدين وفريق العمل، هذه الجمعية البيئية الناشطة بالعمل الإجتماعي، والشكر لكل الاعلاميات والاعلاميبن ووسائل الإعلام الذين لبوا الدعوة في هذه الزيارة".

وأضاف "رغم المأساة والمعاناة التي نشهدها في فلسطين وفي جنوب لبنان جراء الاعتداءات الإسرائيلية، لكن إرادة الحياة والبقاء والاستمىرار وإرادة التحدّي أقوى، لأنّ ما نقوم به اليوم هو فعل تحدّ بأن ابناء هذه المناطق باقون في ارضهم، وأننا في منطقة قريبة إلى الجنوب، وما يشهده من اعتداءات، وبالتالي فإن صمود الناس في هذه الأرض هو بحد ذاته مقاومة وارادة حياة، وارادة استمرار".

وأشار أبو فاعور إلى أنّ "الهدف من هذا اللقاء أولًا لقاء الصديق الوزير والإعلاميات والاعلاميبن في هذه الزيارة الى راشيا والإطلاع على جمالية راشيا، فنحن نشكركم ونتمنى نقل هذه الصورة، آملين أن تكون صورة جميلة عن راشيا التراث والمخزون الروحي التاريخي، راشيا البيئة والعيش الواحد، راشيا الاجتماع الذي في أعلى مراتبه في محبة الناس واحترامهم لبعضهم بعضًا، آملًا نقل هذه الصورة إلى الاعلام اللبناني والرأي العام، ونأمل أن نكون قد أحسنّا الضيافة وأحسنّا نقل صورة راشيا، لأنّ لدينا طموح بتحويل هذه المنطقة إلى مقصد سياحي دائم، وأنتم زرتم المنطقة وقلعتها وسوقها الأثري وجبل الشيخ ومحمية جبل حرمون وكل هذه المعالم التي تستحق أن تكون مقصدًا لكل السواح، رغم أنّه ليس لدينا الكثير من البهارج الموجودة في أماكن اخرى ولكن لدينا شعب مضياف ومنطقة جميلة".

بدوره، أوضح مكاري "أنني جئت من اهدن الى راشيا فشعرت أنني في بلدتي، لأننا نشبه بعضنا في كثير من الأمور رغم البعد الجغرافي، لكننا مؤمنون بلبنان الواحد لبنان الحرّ المستقل والمساند للقضايا الإنسانية مثل قضية فلسطين، مؤمنون بالعيش المشترك ونحن عندنا جيران كما عندكم ونعيش معا بسلام ووئام وقناعة، وهذا موضوع نورثه لابنائنا".

وقال "القدوم إلى راشيا بهذه الظروف ليست مسألة عابرة، بل على العكس فيها عودة إلى جذور التاريخ حيث أنّ الاستقلال انطلق من هنا ولبنان تأسس من هنا من سجن راشيا، من سجن بعيد عن راشيا ما يقارب 100 كلم، واللبنانيون في وقت الصعوبات مدعوون إلى الجذور المتأصلة بأهل هذه المنطقة وتاريخها وتقاليدها وعاداتها".

وأكد مكاري أنّ "على الشباب بشكل خاص زيارة راشيا وقلعتها كي يعرفوا أن لبنان الجميل تأسس من هذه المنطقة"، داعيًا مئات آلاف المغتربين من لبنانيين والعرب والسواح إلى زيارة لبنان، و"هذا هو دور الاعلام الايجابي وكلنا عائلة واحدة معتبرا ان هذا اليوم تاريخي في الاعلام اللبناني".