أشار الكاتب والناشط في قضايا الحرب وضحاياها والإعاقة والتوعية من مخاطر الألغام والقنابل العنقودية عماد خشمان، في حديث لـ"​النشرة​"، إلى أن العدوان الإسرائيلي على ​لبنان​، في تموز 2006، تسبب بويلات ومعاناة طالت البشر والحجر، وفيه صبَّ الجيش الإسرائيلي جام حقده ولؤمه على الشعب اللبناني، في أعنف عدوانٍ مدمِّر مرَّ على لبنان منذ إجتياح العام 1982.

ولفت إلى أنه "في هذا العدوان الغاشم استهدفت القرى والبلدات الجنوبية ومناطق أخرى من لبنان والجسور والطرقات العامّة والبنى التحتية ومحطات الكهرباء والمياه ومستودعات المحروقات ومدرجات مطار بيروت الدولي، الذي تم تعطيل الملاحة فيه، وضُرِب حصاراً قاسياً على موانىء لبنان منعت فيه من الدخول والمغادرة البواخر والناقلات على أنواعها، وأيضاً تم تدمير بشكل كامل مساحات واسعة من الضاحية الجنوبية لبيروت، قدّرت بمئات الأبنية وآلاف الشقق السكنية والمؤسسات التجارية، ما تسبب بتشريد أكثر من مليون مواطن لبناني، واجهوا ظروفاً صعبة جرّاء النزوح والإقامة في شققٍ بديلة وخيم مؤقتة، نصبت فوق البيوت المهدمة في قرى وبلدات جنوب لبنان".

وأوضح أن "لبنان عانى الأمرّين جرّاء هذا العدوان الغاشم، في إعادة إعمار وبناء ما تهدّم ومعاودة إنشاء بنى تحتية جديدة في الكهرباء والإتصالات والجسور والطرقات، وبسبب التلوث البيئي جراء إستهداف محطة الكهرباء في الجية وخزانات الوقود فيها، التي وصلت آثار تلوثها مجمل الشاطىء اللبناني وصولاً إلى الساحل السوري في الشمال، في واحدة من أخطر الجرائم البيئية في العصر الحديث، وأيضاً تلوّث السهول والحقول والجبال والبساتين والأراضي الزراعية، جراء إنفجار القذائف والصواريخ، والتي منها ما كان يحتوي على اليورانيوم المنضب، الذي يترك أثاره لسنوات طويلة وعديدة على التربة والمزروعات التي فيها، هذا إذا نبتت مجدداً".

كما أشار إلى أن "لبنان عانى ومازال يعاني، حتى يومنا هذا، جرّاء إستخدام الذخائر العنقودية، التي قام العدو برميها فوق القرى والبلدات الجنوبية وبيوتها ومدارسها وأزقتها وشوارعها ورياض الأطفال وملاعب الصغار، وأدت ايضاً إلى تلوث مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، والتي قدّرت في حينها بما لا يقل عن 42 مليون م2، مضافاً إليها ملايين أخرى من الأمتار المربعة تشكل حقولاً للألغام الأرضية من مختلف الأنواع والأحجام، ترتكز بمعظمها على الخط الأزرق الفاصل بين الحدود اللبنانية وفلسطين المحتلة، زرعها العدو الإسرائيلي قبيل إندحاره عن جنوب لبنان في العام 2000".