شدّد النّاطق الرّسمي باسم حركة "حماس" في بيروت وليد كيلاني، على أنّه "لا يمكن القول إنّ مفاوضات وقف النّار قد توقّفت لسبب واضح، وهو أنّ الحركة قدّمت في الثّالث من تموز الحالي عرضها وردّها على ما قدّمه الوسطاء من مقترحات، وحتّى هذه اللّحظة ما زلنا بانتظار الردّ الإسرائيلي، فالموضوع ليس لدى الحركة".
وعن توقّف الاجتماعات في الأسبوع الماضي في مصر، أشار في حديث لصحيفة "الدّيار"، إلى أنّ "إزاء ما يحصل من مجازر يرتكبها العدو في غزة، لا يمكن مواصلة اللّقاءات بهذه الطريقة، ولكن ما من موقف رسمي من قبلنا بوقف المفاوضات، ذلك أنّ الاتصالات مستمرّة من خلال الوسطاء، ومن المتوقّع حصول تطوّرات في الأسبوع المقبل، خصوصًا أنّ القطريّين والمصريّين مستاؤون ممّا يحصل من مجازر وقصف للمدنيّين في غزة".
وحول الردّ الإسرائيلي على جواب الحركة، لفت كيلاني إلى أنّه "لا يتوقّع أن تقدّم إسرائيل ردّها قبل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى واشنطن، حيث سيتحدّث أمام الكونغرس، وبالتّالي حتّى ذلك الوقت ما من موقف إسرائيلي بالنّسبة لأيّ اتفاق لوقف النّار، نتيجة موقف اليمين المتشدّد من إنجاز صفقة تبادل الأسرى ووقف القتال في غزة"، مذكّرًا بأنّ "هذا يحصل بالتزامن مع الضغط المسجل في الشارع، فيما أن موقف الجيش الصهيوني هو نحو إتمام الصفقة لأنه منهك، وهو ما ورد في الصحف أخيراً".
وعن مضمون مقترحات التفاوض، كشف أنّ "حتى الآن، مر أكثر من 16 يوماً من دون رد من العدو الصهيوني على الإقتراح، والعرض الذي قدمته "حماس" والذي وافقت عليه الإدارة الأميركية، يتضمن مقترحات الرئيس الأميركي جو بايدن وقرار مجلس الأمن، فيما أن لاءات نتانياهو واضحة: لا انسحاب، لا إطلاق سراح الأسرى، لا عودة للنازحين إلى الشمال ولا وقفًا للنار".
أمّا عن المشهد الحالي، اعتبر أنه "مستقر على ما هو عليه اليوم، ولكن هناك جهود من قبل الوسطاء مقابل تعنّت من العدو الإسرائيلي، الذي يواجه أزمة داخلية وخلافات بين المستوى السياسي والمستوى العسكري"، شارحًا أنّ "المستوى السياسي لا يريد وقف النار، والمستوى السياسي يريد الهدنة وقف، علماً أن المسألة باتت شخصية بالنسبة لنتانياهو الذي يعلم أن التوصل إلى اتفاق، سيكون كإنهاء لمستقبله السياسي؛ لأنه يدرك أنه يتجه إلى المحاكمة والسجن".
وأكّد كيلاني أنّ "نتانياهو سيستغل حادثة محاولة اغتيال الرّئيس الأميركي السّابق دونالد ترامب، وهو أساساً يعمل على التأجيل والمراوغة والهروب من أي اتفاق بانتظار الإنتخابات الرئاسية الأميركية، لأن كل الجهات باتت اليوم تتحدث عن ترقب لما بعد هذه الانتخابات، بعدما انخرطت الولايات المتحدة في السباق الإنتخابي، من دون معرفة إذا كانت سلبية أم إيجابية بالنسبة للإسرائيلي، خصوصاً بعد زيارة نتانياهو إلى واشنطن وخطابه أمام الكونغرس؛ وبالتالي هناك ترقب لهذا الخطاب وحصول تطورات إقليمية أو عالمية".