أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "الأمل اليوم أكبر من أي وقت مضى بحل الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعصف بلبنان، تبعاً للمثل اللبناني القائل "اشتدي يا أزمة تنفرجين".

ولفت جعجع، في كلمة ألقاها خلال العشاء السنوي لإذاعة "لبنان الحر"، الى أن "مع اشتداد الأزمة أصبحت ماهيتها ومسبباتها واضحة وجليّة أمام أعين جميع اللبنانيين، وبالتالي أصبح الجميع مجبراً على البحث عن الحلول، لذا هناك أمل أكبر في إيجاد الحل".

وشدد على "ضرورة تعرية من تسبّبا بهذه الأزمة ومواجهتهما، وهما "فريق الممانعة" و"التيار الوطني الحر"، اللذان يُعيقان التغيير في البلاد".

ورأى أن "فريق الممانعة، من خلال حروبه العبثية وزج لبنان في صراعات لا علاقة له بها، دمر البنية الأساسية للدولة اللبنانية"، معتبراً أن "هذا الفريق اضطر للتعامل مع أفسد الفاسدين من أجل تدعيم وضعيته الداخلية، ما أدى إلى تفشي الفساد في أنحاء البلاد كافة"، ولا يمكن للبنان أن يتعافى في ظل سيطرة هذا الفريق وهو Anti تغيير".

واعتبر أن "التيار الوطني الحر يسعى وراء مصالحه الضيقة على حساب المصلحة الوطنية"، وقال "أعضاء هذا التيار يبحثون دائماً عن مكاسب سياسية ومنافع شخصية من دون النظر إلى مصلحة البلد".

وأشار إلى أن "سياساتهم الانتهازية أدت إلى شلل المؤسسات وتعطيل أي جهود للإصلاح، فبعد تجربة التيار في الحكم على مدى ست سنوات، حيث كان لديه رئيس جمهورية وأغلبية وزارية وأغلبية نيابية، وانتهت به الأمور إلى ما انتهت إليه، كان من المنطقي أن يقوم اهل التيار بإعادة قراءة لمسارهم ومواقفهم، كي يروا ما الذي قاموا به وأدى إلى وصول الأمور إلى ما وصلت إليه، إلا أنهم لم يقوموا بإعادة قراءة ولا بإعادة كتابة، وهم مستمرون على ما كانوا عليه في تفاصيله كلها".

وفي تقييمه للوضع الراهن، أوضح أن "المشكلة الحقيقية تكمن في الطبقة السياسية الحالية التي ترفض الاعتراف بأخطائها وتستمر في تكرار السياسات الفاشلة ذاتها".

ورأى أن "لبنان يحتاج إلى تغيير جذري في النهج والسياسات المتبعة، وهو ما يتطلب شجاعة سياسية ووضوح رؤية. لا يمكننا أن نخرج من الوضع الراهن من دون أن نواجه الأسباب الجذرية التي أدت إليه".

وأشار إلى أن "الشعب اللبناني أصبح واعياً بشكل أكبر للأسباب الحقيقية للأزمة، ولم تعد الشعارات الفارغة تخدعه"، مضيفاً "اللبنانيون اليوم أكثر وعياً وإدراكاً لحقيقة الأمور، وهم مستعدون لدعم أي جهود حقيقية للتغيير".

وتابع "نحن أقرب من أي وقت مضى لتحقيق مشروعنا، وهناك عقبة رئيسية زالت من أمامنا، وهي الغش الذي كان يستعمله "التيار الوطني الحر" للناس الذين أصبحوا اليوم يدركون تماماً حقيقة الأمور، وأن المسألة بحاجة إلى حل جذري وقد أصبحوا معنا في هذه الرؤية. علينا أن نستجمع الحد الأدنى من القوى السياسية من أجل الوصول إلى تلك الحلول".

وأعرب جعجع، عن "تقديره لدورها في الحفاظ على الحد الأدنى من عدم تدهور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، على رغم قلة عدد نوابها نسبيا وعدم قدرتها على فرض التغييرات المطلوبة"، لافتاً الى أن "المعارضة تلعب دورها، ونوابها أبطال بكل ما للكلمة من معنى، صامدون، لديهم مبادئ واضحة، ويقومون بطرحها يومياً ويعيدون التأكيد عليها".

وانتقد النواب الذين يقفون في الوسط ويتهربون من المواجهة تحت شعار "أنهم ضد الاصطفافات"، مطالباً إياهم بـ"اتخاذ مواقف واضحة وجريئة".

وأوضح أنه "لا يمكن لمن لا يريد المواجهة أن يكون نائباً، لأنه لا يمكن لموقف النائب أن يكون زئبقياً، باعتبار أن عليه أن يتخذ مواقف حاسمة في المسائل الجوهرية، وتالياً لا يمكنه الوقوف في الوسط ما بين الخير والشر أو الجيّد والسيء".

وقال "عملُنا الآن ينصب على محاولة إقناع هذه شريحة من المجتمع بأنه، ومن أجل مصالحهم المباشرة، يجب أن يكون للنائب الذي يمثلهم موقف واضح، أيًّا يكن هذا الموقف، وألا يقف في الوسط تحت شعار "ضد الاصطفافات"، فصحيح أن من حقّه أن يختار ألا ينضوي في إطار حزبي أو يعلن وقوفه إلى جانب هؤلاء أو أولئك، ولكن في بعض المسائل يجب عليه أن يختار".

وأكد جعجع أن "مشكلة الممانعة والتيار الوطني الحر مسألة وراثية وجينية، لذلك يجب ألا تُجهِدوا أنفسكم في التفكير في إيجاد حل لها، فهؤلاء لا حل لهم."