ترأس البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الراعي لمناسبة عيد القديسة مارينا وعلى خطى البطاركة القديسين، القداس الاحتفالي في دير القديسة مارينا، في عمق الوادي المقدس حيث مدفن سبعة عشرة بطريركا.

وفي عظته، رحب الراعي بوزير الثقافة وتحدث عن حياة القديسة مارينا وفضائلها وقال: "يشير انجيل اليوم الى عن العذارى الحكيمات اللواتي كن يملكن الايمان والرجاء والحكمة والمحبة واستعدادهم لاستقبال العريس اما العذارى الجاهلات فلم يكن لديهن الحكمة والرجاء .لذلك تمكنت الحكيمات من استقبال العريس أما الجاهلات فانطفأت مصابيحهن وعندما ذهبن لشراء الزيت تأخرن ولم يسمح لهن بالدخول".

تابع: "نحن اليوم نحتفل بعيد القديسة مارينا التي تعرفون قصتها عندما اصرت على دخول الدير مع والدها وكيف تنكرت بزي الراهب مارينوس، وكيف اتهمت زوراً بأنها والد لطفل كانت حملت به احدى الفتيات في بلدة طورزا وكيف كتمت الحقيقة وربت الطفل في المغارة ولم تنكشف حقيقتها الا عند وفاتها وعندها كرمها الرهبان واعتذروا منها وقبلوا يديها ".

أضاف:" أمثولة حياة القديسة مارينا تعلمنا ان نشهد دائما للحقيقة لكن دون تسرع في الدفاع عن النفس لأن الحقيقة لا بد ان تظهر" .وسأل:" لو قالت القديسة مارينا الحقيقة الم تكن لتتعرض للطرد؟". وقال: "ارتضت قبول العار من أجل الطفل الذي ربته لتعلمنا عدم ضرورة الدفاع عن أنفسنا بتسرع لأن الحقيقة ستظهر مهما تأخرت. نحن اليوم نطلب شفاعة القديسة مارينا ونتعلم منها كيف ننتظر ظهور الحقيقة ونأمل ان تكون زيارتكم لهذا المقر في الوادي المقدس مباركة واهنئكم بالعيد واحيي اخوتنا الراهبات الانطونيات اللواتي اعطين الحياة لهذا الدير كما احيي كل ابناء الوادي والمنطقة".

بعد القداس انتقل البطريرك الراعي والوزير المرتضى وسائر الحضور الى قاعة البطاركة في دير سيدة قنوبين حيث رحبت رئيسة الدير الأخت جانيت فنيانوس الأنطونية بالحاضرين وعرضت أعمال التأهيل الجارية في الدير ومحيطه اعداداً لاحتفالية مواكبة تطويب البطريرك الدويهي التي ستقام في 4 آب المقبل في دير سيدة قنوبين ،كما اشارت الى "المهاناة الكبيرة التي تواجهها الراهبات في خدمتهن الروحية في وادي قنوبين نظرا لوعورة الموقع وانعدام سبل المواصلات".

ثم تحدث مختار وادي قنوبين طوني خطار ورئيس الجمعية الياس ملحم وعدد من أبناء القرية، عارضين مطلبهم المزمن لجهة "تأهيل دروب وادي قنوبين الداخلية تسهيلاً لوصول أهالي القرية الى بيوتهم كحق طبيعي مرتبط بوجودهم البشري في قريتهم منذ مئات السنين".

من جهته، اشار المرتضى الى انه "اعبر عن فرحي بتمضية هذا النهار باستضافة البطريرك الراعي في ربوع الوادي المقدس وتحديداً في قرية وادي قنوبين. ونحن اليوم في ذكرى عاشوراء ذكرى حزن وألم ووجع، وفي ذكرى عيد القديسة مارنيا المتصلة سيرة حياتها بهذه الآلام والأحزان، وفي الحالين إنه الحزن الواعد بالأمل والرجاء. فمفهوم الفداء هو مفهوم العبور الى عيش الرجاء والثقة وأضاف: لقد أتيح لي اليوم الاطلاع المباشر على واقع قرية وادي قنوبين بمختلف أحيائها، ولمست أكثر حجم معاناة أهلها المحرومية من أبسط حقوقهم الطبيعية، وأهمها سبل المواصلات لتعزيز إقامتهم ورسوخهم في هذه الأرض. واستمعت الى موقف غبطة البطريرك الراعي الأبوي المتبني مطالب أبنائه أهالي وادي قنوبين وأصغيت الى إيعازه، و"لجبته" المباركة كامل شروط الايعاز والتوجيه، وعلينا الالتزام بترجمة ذلك عملياً. ولذلك انني أعلن التزامي بهذه المطالب، ترجمة لقناعتي المبدئية الراسخة في ان الانسان هو الأولوية في كل تدبير او قرار أو عمل ، وهو يتقدم ، بحقوقه الطبيعية، على ما عداه من الاعتبارات".

واكد "اننا اليوم سنحقق خطوة اساسية على طريق تلبية مطلب القرية، اذ سنشکل لجنة متابعة ببركة سيدنا البطريرك، لتعمل بأسرع ما يمكن على تقديم الاقتراحات العملية لتأهيل دروب القرية تسهيلا لوصول الأهالي الى بيوتهم. ونحن ملتزمون سلفاً بكل ما تقترحه هذه اللجنة، وستصدر القرارات اللازمة لتنفيذ هذه الاقتراحات".