أشار العلامة السيِّد علي فضل الله، في كلمة له خلال الاحتفال العاشورائي الَّذي أقي في حسينية سرعين التحتا في البقاع، الى "اننا نحيي عاشوراء لنعبر عن مشاعرنا وعواطفنا وحبنا للحسين وأصحابه وأهل بيته، من جهة، ولنقتدي بكل ما حملوه من قيم ومعان تستنهض فينا كل عناصر الثورة والتمرد على الفساد والمنكر والباطل".
ولفت فضل الله إلى "اننا نريد من عاشوراء كل ذلك، نريد منها حبا وعاطفة وتعظيما وتقديرا وتمجيدا لمن قدم كل تلك التضحيات الجسام، لا لأجل مجد شخص وهدف ذاتي، بل من أجلنا، حتى يبقى الإسلام نقيا صافيا، ونكون أمة حية فاعلة حاضرة في كل ميادين الحق والعدل والعزة وليست صدى او بقرة حلوب للاخرين".
وتابع:"فنحن نستعيد عاشوراء حتى نعيشها في أنفسنا، لنرى من خلالها أين نحن من رضا الله ومن الحق والعدل، ومن كل ما حرص عليه الحسين في كربلاء. لذلك علينا ان نقوم بجردة حساب بعد انتهاء عاشوراء ماذا استفدنا من كلماتها وشعاراتها واهدافها وهل استطعنا ان نحركها في مفاصل واقعنا وندخلها في معالم حياتنا ونعكسها عملا على مختلف المستويات.
وشدد فضل الله على "ضرورة أن نخرج من عاشوراء بعقلية المصلحين والتغييريين، بعقلية الرافضين لكل فساد وانحراف، بأن لا نقبل فسادا وظلما وانحرافا، وألا نجامل الفاسدين والظالمين والمنحرفين، أن لا نؤيدهم ولا نبرر أفعالهم. فالفساد والانحراف والباطل والاحتلال والظلم كل لا يتجزأ، لا فرق في ذلك بين ظلم التاريخ وظلم الحاضر أو فساد التاريخ وفساد الحاضر، هو واحد".
وحث على "أن نبدأ التغير من أنفسنا، أن نغربل أفكارنا.. كلماتنا.. مواقفنا..تعاملنا مع الآخرين، وليعمل كل واحد منا، حسب قدراته وظروفه ودوره على أن يبدأ بالإصلاح في بيته، في حيه، في قريته، في مواقع عمله، امتدادا إلى العمل لإصلاح أوطاننا والعالم، وهذا مدخل الإصلاح وهكذا نترجم اهداف عاشوراء على أرض الواقع".
واشاد "بهذة المنطقة التي تقدم الشهداء على أرض الوطن دفاعا عن سيادته وعزة إنسانه، مقدرا "ما تقوم به المقاومة في وجه الاعتداءات الصهيونية ضد هذا الوطن وقراه"، داعيا إلى ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية وعلى كل مواقع القوة والبدء بعملية حوار منتجة تقود لانتخاب رئيس للجمهورية".