أشار السيّد علي فضل الله، خلال خطبتي صلاة الجمعة، الى أن "البداية من غزة التي دخلت الحرب عليها شهرها العاشر من دون أن تبدو في الأفق بوادر لنجاح المفاوضات التي تجري في الدوحة، رغم المرونة التي أبداها ولا يزال يبديها المفاوض الفلسطيني، وذلك بفعل إصرار رئيس وزراء الكيان الصهيوني على المماطلة فيها، وهو يريد أن تكون بشروطه ولتحقيق أهدافه وأهداف كيانه في هذه الحرب، والذي بات من الواضح مدى التداعيات التي قد يؤدي إليها استمرار تعنته والتي لم تعد تقف عند حدود غزة، بل قد يتعدى ذلك إلى المنطقة كلها وإلى حرب غير محسوبة".

ولفت فضل الله، الى أننا "نحيي كل الذين لم يتركوا هذا الشعب وحيداً في معركته انطلاقاً من حسهم القومي والديني والإنساني، رغم وعيهم بحجم التضحيات التي يبذلونها، وها هم يربكون مخططات هذا العدو ويهددون أكبر مستوطناته ومعسكراته ما سيجعل هذا العدو عاجلاً أم آجلاً يعيد النظر بحساباته والاستمرار بجرائمه".

وذكر أنه "لبنان الذي يتصاعد فيه العدوان الصهيوني، على القرى الحدودية ويواصل ​سياسة​ الاغتيالات لقادة المقاومة ورموزها في كل مواقعهم، ويتمادى في استهداف المدنيين، في وقت تستمر المقاومة بأداء الدور الذي رسمته لنفسها تجاه الشعب الفلسطيني ورد العدوان، والتعامل معه على قاعدة السن بالسن والعين بالعين، وهي تقدم في كل يوم درساً بأن لبنان لن يكون لقمة مستساغة له، وأن عليه أن يفكر طويلاً قبل أن يقدم على أي مغامرة على هذا البلد، وهي جادة في ذلك".

وجدّد دعوته للبنانيين أن "يعتزوا بأن هناك في هذا البلد من بات قادراً على ردع هذا العدو، ونحن ندعو إلى تعزيزها وعدم رمي السهام في اتجاهها، وإذا كان هناك من اختلاف في وجهات النظر حول ما يجري، فلنوفر المناخ المناسب للحوار حولها والأطر المناسبة له، حتى لا يستفيد العدو من أي ثغرة داخلية تساعده على المس بسيادة هذا البلد والاعتداء عليه".

كذلك دعا "مختلف القوى السياسية إلى أن تتخفف من الشروط والشروط المضادة والبدء بحوار بات ضرورياً لإزالة الهواجس والتقريب بين المواقف للوصول لانتخاب رئيس للجمهورية وإبعاد شبح الانهيار الكبير الذي نشهده على كل الصعد، والكف عن الرهان غير الواقعي على تطورات خارجية، ليكون الرهان على وحدة اللبنانيين وتعاونهم للخروج من الأزمة".