لا نعرف قيمة الروح القدس، ولا نعيره الكثير من الاهتمام، لاننا لم نره على الرغم من الدلالات الكثيرة الحسّية وغير الحسّية التي تدلّنا اليه، ومنها على سبيل المثال عند ظهوره في نهر الاردن، وعلى الرسل في العلّية بعد القيامة. ولرفضنا الروح في حياتنا عواقب كبيرة اوّلها اتهام الله في ما لا نفهمه، واعتباره عدواً لنا يحلو له تعذيبنا ومعاملتنا معاملة بشرية، فيما هو الاله المطلق.

في رفضنا للروح، يصبح تعامل المسيح مع بعل زبول، او يقع في الاخطاء البشرية فيفضّل هذا على ذاك ويضع قوّته مع شخص ضد آخر... هكذا نرى الله من دون الروح، فيما يراه كل من يتقبّل الروح، على حقيقته، على غرار العذراء والقديسين والمؤمنين... هكذا رآه القديس شربل، والقديس ايليا، والقديسة رفقا... هذه هي حقيقة الله، ولا بد من الروح القدس لرؤيتها والا فسنكتفي بمعاينة إله نخترعه وفق رغباتنا، بخصائص الهية انما بأفعال وقدرات بشرية.