اشار اللواء عباس ابراهيم، الى أن "أي تهديد اسرائيلي لحزب الله سيشعل المنطقة، وأن ايران ستتدخل لأنها لن تسمح البتة بتدمير البنية التحتية لحزب الله أو القضاء عليه ما سيشكل خطرا كبيرا"، كاشفان بأن "الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين طلب مساعدته من اجل تخفيف التوتر بين اسرائيل وحزب الله"، لافتا الى انني "شعرت أن هوكشتاين كان قلقا لأنه يعلم جيدا بأن الاسرائيليين لا يستطيعون القتال على جبهتين، لذا أراد تخفيف التوتر عبر الحدود".

ولفت في مقابلة مع قناة هيئة الاذاعة البريطانية، الى أن "نتانياهو من الناحية الاستراتيجية لم يتمكن من هزيمة حماس او القضاء عليها، وهو يبحث عن نصر ويعلم جيدا بأن النصر الاكبر هو هزيمة حزب الله، لذا يحاول جرّ الاميركيين الى ساحة الحرب وهو يدرك أنه بعد انتهاء الحرب سيكون مسؤولا، وستلاحقه المؤسسة الاسرائيلية كرئيس للوزراء مسؤول عن 7 تشرين الثاني". ولفت الى أن نتنياهو وضع "اسرائيل" في موقف حرج امام المجتمع الدولي، "بعد تسعة اشهر اسرائيل في وضع سيء للغاية، ولا يمكنهم طمس ذلك بعد الآن حتى ولو كان ثمة اشخاص يعملون لصالحهم ويشترون وسائل الاعلام. ما تقوم به اسرائيل في غزة هو مجزرة حقيقية وإبادة جماعية. يحاول نتانياهو الحصول على نصر كي لا يكون مسوؤلا بعد الحرب وليظهر بطلا امام شعبه، أستطيع أن أضمن بأنه لن يحقق هذا الهدف على الاطلاق. إذا اراد مهاجمة لبنان فإن جيشه غير مستعد لذلك ولا اعتقد ان الاميركيين يريدون ذلك أو مستعدين لدعمه كما يريد".

وعن امكانية دعم الولايات المتحدة الاميركية لنتانياهو في حال اراد فتح جبهة مع لبنان قال "أنا متأكد أنهم سيدعمون اسرائيل ولكن ليس بالطريقة التي يريدها الاسرائيليون، في النهاية توجد انتخابات وهي مهمة جدا للاميركيين، إن جرّهم الى هذه الحرب يعني أن بايدن لن يضمن بقاءه في البيت الابيض، لديهم تعقيدات وهم ليسوا ملزمين العمل مع اسرائيل الى هذا الحد".

وعن عدم استبعاد حرب اقليمية شاملة رأى ابراهيم، انها "لن تحصل، لأن الاميركيين مقتنعون تماما أنه اذا حدث ذلك واطلقت اسرائيل حربا ضد لبنان فسوف تتدخل ايران، ولأول مرة في التاريخ، ستتدخل ايران بقواتها وبوكلائها في المنطقة، وستتحول الى حرب اقليمية لا تصب في خانة المصالح الاميركية". وأكد أن "ايران ستشارك في حرب شاملة إذا شعرت بأن حزب الله في وضع حرج، تعمل الولايات المتحدة الأميركية وايران على حافة الهاوية ثم تعودان الى التسوية، ليس لدى كليهما مصلحة في الحرب، إن الحرب الاقليمية هي ضد المصالح الاميركية. وبهذه الطريقة سوف تشارك روسيا في الحرب".

وعن امكانية أن تتحول قدرات حزب الله التي اظهرها في هذه الحرب من عامل ردع الى سيف ذو حدين، اوضح أن "عندما ارسل حزب الله "الهدهد" الى الاراضي الفلسطينية المحتلة شكلت هذه العملية رسالة للاسرائيليين ليحتسبوا مئة مرة قبل قيامهم بأي عمل، ولكن جزء من رسالة الهدهد تكمن في أن هوكشتاين كان موجودا في لبنان، وربما كان يضع أمرا ما على الطاولة، وقد تم استخدام هذه الرسالة كجزء من المفاوضات اللبنانية، لإظهار الشعور بالثقة ولاظهار وبأننا أقوياء بما يكفي الى درجة أننا لا نسمح لأي كان بأن يفرض إرادته علينا. أذكر جيدا حين عملنا على مسألة الحدود البحرية، كان اليوم الاخير عندما حصلنا على الاجابة من آموس، وكان ذلك بسبب طائرات حزب الله بلا طيار فوق كاريش، لن أدخل في هذا الجزء من التاريخ، ولكن هذه هي طريقة عمل "حزب الله".

وعن الحل من اجل عودة المستوطنين الى شمال "اسرائيل" قال ابراهيم، "إن الحل بسيط جدا ويتمثل بوقف اطلاق النار في غزّة والاتجاه الى وقف دائم للنار، إن الاسرائيليين يريدون رهائنهم، ويريدون استئناف القتل بعد ذلك، كما فعلوا حين حصلوا على هدنة قبل اشهر ثم استأنفوا قتل الابرياء في اليوم التالي".

وعن قرار اميركي فرنسي ودولي بدفع حزب الله الى ما وراء نهر الليطاني والاصرار على ان يطبق لبنان القرار 1701، لفت الى ان "لا يتحدث القرار 1701 عن لبنان، كانت لدينا مشكلة مع اسرائيل في العام 2006 وأدت الى حرب، وتم اقرار هذا القرار نتيجة لها، لذا يجب فرض تطبيقه على كلي الطرفين. هل الاسرائيليون مستعدين للتوقف عن انتهاك مجالنا الجوي ومياهنا وارضنا؟ اذا كانوا مستعدين أعتقد أن لبنان مستعد، سنطبق القرار إذا أوقفت اسرائيل انتهاكاتها التي تخطت الـ30 الفا قبل اندلاع الحرب الاخيرة وهي موثقة في سجلات الامم المتحدة. ليس نحن من ينتهك القرار 1701، إذا انتهك حزب الله هذا القرار فذلك رد فعل ولوقف ذلك يجب ارغام الطرفين على احترام القرار 1701".

أضاف:" عندما أقرت الامم المتحدة القراار 1701 اقرته بطريقة متوازنة بين الطرفين، هنالك طرف لا يريد احترام التوازن الذي يرسيه القرار 1701 وبالتالي عليه تحمل المسؤولية".

وعن استهداف قيادات في حزب الله وسبب عدم رد الحزب بالمثل بل فقط اهدافا عسكرية قال:" ان اسرائيل هي في وضع سيء جدا، وعندما تذهب للحرب لا يعني ان تحصي ضحاياك او خسائرك بل يتعلق الامر بماذا تحققه ىمن اهداف اولا (...)". وسئل عن الاستخبارات القوية للجيش الاسرائيلي ما دفع السيد نصر الله الى تحذير محازبيه بالتخلي عن هواتفهم المحمولة فقال اللواء ابراهيم:" لن أخبرك بالوسائل التي يستخدمها الاسرائيليون لاستهداف هؤلاء الاشخاص، ربما لدي فكرة ولكنني لن أذكرها الآن، إن بعض الاخطار التي يرتكبها الاشخاص تؤدي الى تلك الخسائر. ومع ذلك أعتقد أن لدى حزب الله ايضا وكما اظهرت الفيديوهات التي نشرت العديد من الاهداف عندما تحدث عن حرب شاملة".

وسئل ماذا إذا قرر الاسرائيليون الدخول البرّي الى لبنان؟ أي نوع من الحرب سنشهدها؟ ذكر ابراهيم، ان "قالها السيد نصر الله، من يضمن أن "حزب الله" لن يغزو الجزء الآخر من الاراضي. لا أحد يمكنه ضمان ذلك ولا أحد يعرف ماذا يخطط "حزب الله" ويجب أن نتحلى بالصبر وننتظر، ولكنني لا أرى بأن الحرب الشاملة آتية لأن الاميركيين لا يريدون نشوب هذه الحرب، أو الانخراط في حرب اقليمية لأنها لا تصبّ في خانة مصالحهم ومن دون أميركا لا يمكن لاسرائيل أن تقوم بأي عمل".

وعن الهجوم الايراني على اسرائيل وكيف غيّر وجه الصراع على الحدود قال اللواء ابراهيم: "أنا على يقين أنه بعد هجوم ايران على اسرائيل وما ارسلته من مسيرات وصواريخ بدّل "حزب الله" تكتيكاته. وهذا امر يخص المستوى العسكري لحزب الله". وعما لاحظه؟ قال:" لاحظت بأن قدرات حزب الله لا سيما في الميدان التقني تحسنت بعد هجوم ايران على اسرائيل، وبأن مساحة الرّدع بين اسرائيل و"حزب الله" باتت صفر كما يقول الاسرائيليون انفسهم، وهذا يشكل خطرا على اسرائيل، وحزب الله يقوم بردة فعل تجاه أي هجوم ضده، وحزب الله يخترق العمق الاسرائيلي كما يفعل الطرف الآخر ايضا". وأشار الى أن "حزب الله لم يستخدم بعد قدراته كلها". وعن التفوق الجوي الاسرائيلي وهل سيكسر التوازن القائم قال:" هذا التوازن سيستمر، لقد ارسل حزب الله رسالة صغيرة للاسرائيليين في هذا السياق، وربما لهذا السبب خفضوا من هجماتهم الجوية". وأردف:" لا أحد يعرف ما هي القدرات الكاملة لحزب الله، ولكن يمكن للاسرائيليين قراءة هذه الرسائل بشكل واضح جدا".

وعن تقرير صحيفة "التلغراف" عن تخزين "حزب الله" للاسلحة في مطار بيروت، أكد انني "على يقين أنهم لا يحتاجون لتخزين الاسلحة في المطار، إذا ارادوا قتال الاسرائيليين يخزنون الاسلحة في جنوب لبنان او في اي مكان آخر، لماذا يخزنونها في المطار؟ هذا سؤال كبير وعلينا التفكير بشكل منطقي. يهيئ الاسرائيليون المسرح إذا احتاجوا للهجوم على بعض الاماكن الحساسة في لبنان". وسئل بأن الاسرائيليين سبق وهاجموا المطار فقال:" نعم، ولكن الامر مختلف حاليا، إذا ضربوا مطار بيروت فسيتم ضرب المطار في اسرائيل ايضا، وبالتالي على الاسرائيلي أن يفكر بهذه الطريقة، لا يمكنهم ايذاء لبنان والهجوم عليه من دون أن يتعرضوا للأذى هم أنفسهم".

وسئل عن الدور الذي يمكن ان يضطلع به الجيش اللبناني وهل هو قادر ان يضع حدا لحزب الله؟ اشار ابراهيم، الى ان "إذا كان لدينا جيش يستطيع الدّفاع عن لبنان بوسائله فنحن لا نحتاج الى حزب الله او الى أي قوة أخرى للدفاع عنّا. أنا من الجنوب ولقد عانينا كثيرا منذ العام 1948 ولغاية الأمس، ولم يدعمنا أحد، لم تقم أية دولة في هذا العالم بدعم جيشنا عبر التاريخ ليتمكن من الدفاع عنّا. اعتاد الاسرائيلي أن يدخل الى قرانا وان يجرف منازلنا ولم يردعه أحد حتى الجيش اللبناني". أضاف:" أنا أول من سيطالب ويقاتل من اجل نزع سلاح "حزب الله" او غيره من القوى عندما يصبح لدينا جيش قادر على اداء المهمة. سنكون فخورين بذلك، أي أن يكون لدينا جيش وطني يدافع عن لبنان بدلا من قوى طائفية سنية أو شيعية او سواها. نحن نريد أن تكون لدينا دولة ولكن ما هو معنى الدولة إن لم يكن باستطاعتها الدفاع عن شعبها".

وسئل عن امكانية قدوم قوات شيعية عراقية او حوثيين لمساعدة حزب الله في حال اندلاع حر حرب اقليمية فرأى اللواء ابراهيم، انه "نعم، ربما، حتى لو كان حزب الله لا يحتاج الى عديد عسكري، ولكن قد ترى ايران جزءا من هذه الحرب وهذا سيكون خطرا جدا".