دعا راعي أبرشيّة بيروت وجبيل وتوابعهما للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ​جورج بقعوني​، خلال ترؤّسه قدّاسًا لمناسبة عيد مار الياس في كاتدرائية النبي إيليا- ساحة النجمة، إلى "مقاربة هذه الأيّام على مثال ما فعله الأنبياء، وكما دعت رسالة القديس يعقوب باتخاذ الأنبياء قدوة لنا لتحمّل المشقّات".

وأشار إلى "أنّنا نعيش في زمن فيه مشقّات كثيرة، كما يحصل مثلًا في الجنوب وفي كلّ الشّرق الأوسط، فضلًا عن تداعيات الأزمة الاقتصاديّة والهجرة والآلام على اختلاف أنواعها والمتمثّلة بمشاكل الطّبابة والاستشفاء والعمل"، لافتًا إلى أنّ "وسط كلّ هذا، يقول لنا الرب: "أن نتّخذ الأنبياء قدوةً لنا"، فالأنبياء أمثال إيليا وأيّوب ويوحنا المعمدان تحمّلوا المشقّات، ونحن علينا أن نتحمّل المشقّات".

ورأى بقعوني "أنّنا نحتاج إلى ثقة إيليا النبي، ونحن نقول شعبيًّا مار الياس الحي، وطبعًا كلّ الأنبياء والقدّيسين أحياء في السّماء، ولكن الحيّ الأوّل هو يسوع المسيح. ولقد تكلّم ​البابا فرنسيس​ في إرشاده الرسولي "المسيح يحيا" عن ثلاثة أمور، هي: أوّلًا الله محبّة، ثانيًا المسيح يخلّص، وثالثًا انّه حي".

وأكّد "أنّنا بحاجة في هذه الأيّام الصّعبة إلى أن نثق بالرب، وأن تُترجم هذه الثّقة بتصرّفات وأعمال ومبادرات على مستوى هذه الثّقة"، وذكر أنّ "البابا فرنسيس عندما كتب رسالةً بمناسبة سنة القديس يوسف، تكلّم عن صفات هذا القديس". وركّز على أنّه "كانت لديه شجاعة خلّاقة، وواجه الصّعوبات. ويقول البابا فرنسيس: إنّ الرّبّ يكلّمنا في وسط الصّعوبات من خلال أشخاص وظروف معيّنة، تساعدنا أن نواجه بثقة لكي يكون هناك صلاح وسط كلّ تلك المشقّات والآلام".

وشدّد على "أنّنا في وسط هذه المشقّات نرى العناية الإلهيّة من خلال المبادرات والأعمال، ولكنّنا بحاجة إلى ثقة النبي ايليا وشجاعة القديس يوسف وإلى ثقة جديدة بيسوع المسيح"، معتبرًا أنّ "أفضل سلاح وأفضل نعمة وبركة وميراث يمكن أن نعطيه لأولادنا، هو شخص يسوع المسيح، فليس مسموحًا لنا نحن المؤمنين بيسوع أن نستسلم أو ننهار، بل يجب أن نتمسّك بالمحبّة والخدمة والاهتمام بالفقراء والعناية بالمحتاجين".

وختم بقعوني: "أشجّعكم في هذا العيد على عدم الاستسلام، وألّا نصاب "بكورونا النّق"، والإحباط والرّوح السّلبيّة، بل على العكس فلنتسلّح بسيف الرّوح الّذي هو كلمة الله، ولنواجه كلّ صعوباتنا بوعود يسوع لنا، الّذي قال: "أنا معكم كلّ الأيّام إلى انقضاء الدّهر"؛ فهو راع صالح يعتني بنا فلنجدّد ثقتنا به في هذا العيد".