أشار راعي أبرشيّة صور للرّوم الملكيّين الكاثوليك المتروبوليت جورج اسكندر، خلال ترؤّسه قدّاسًا في كاتدرائيّة النبي إيليا في بيروت، بمناسبة عيد ​مار الياس​، بمشاركة أهالي بلدة ​علما الشعب​ المتواجدين في بيروت، إلى "أنّنا نلتقي في هذه المناسبة المقدّسة والعزيزة على قلب كلّ واحد منّا، في عيد مار الياس الحي شفيع رعيّتنا، ونحن نحمل في داخلنا مشاعر يختلط فيها الفرح بالحزن، والأمل بالألم، بسبب الحرب المشتعلة في قرانا وعلى حدودنا".

ولفت إلى أنّ "اعتداءات العدو الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأوّل الماضي، قد أجبرتكم على مغادرة بلدتكم العزيزة، علما الشعب، إلى جانب العديد من القرى المجاورة الّتي تقع على خطّ النّار، وها أنتم تعيشون اليوم متفرّقين ومتباعدين هنا في العاصمة بيروت، بعيدين عن أرضكم وبيوتكم ومقدّساتكم؛ ولكنّكم بالطّبع قريبين منها بقلوبكم وأرواحكم ومشاعركم".

وركّز اسكندر على "أنّنا نستوحي اليوم من سيرة مار الياس الحي الصّمود والثّبات، وهو الّذي واجه الصّعاب بإيمان قوي لم يتزعزع. لذلك نحن اليوم مدعوون لنتعلّم من هذا القدّيس العظيم، ولنستلهم من شجاعته وروحه القويّة كيفيّة الوقوف في وجه الظّلم والطّغيان، وكيفيّة الصّبر والصّمود أمام التحدّيات، متسلّحين بالإيمان والشّجاعة؛ كما كان موقف يسوع أمام الصليب".

وأضاف: "كونوا على ثقة أنّكم لستم وحدكم في هذه المحنة القاسية. إنّ الكنيسة الأم تقف إلى جانبكم وتسعى لتوفير سبل الدّعم النّفسي والرّوحي والمادّي لكم، لأنّنا نشعر بمعاناتكم وآلامكم، ونسمع بقلوبنا صوت نداءاتكم، ونحن هنا لنستمع إلى مطالبكم، ولنكون معكم في كلّ خطوة، لنخفّف عنكم عبء هذه الظّروف الصّعبة من خلال الاتصالات الدّائمة الّتي نجريها بمن يلزم وبالمؤسّسات الدّوليّة وأصحاب النّوايا الحسنة، خصوصًا أنّ الدّولة غائبة اليوم عن تحمّل أي مسؤوليّة؛ وهي عاجزة عن تقديم أي مساعدة في الأوقات الرّاهنة".

كما أكّد أنّ "الله معنا ولن يتركنا، ونحن بدورنا لن نترك أحدًا منكم، وسنسعى بمعونة الله وتحت نظره لكي نمدّ يد العون للعائلات الأكثر فقرًا، على أمل أن تتوقّف الحرب في القريب العاجل، لكي ننصرف مع الجهات المسؤولة إلى إعادة البناء والعمران ودورة الحياة الطبيعيّة إلى سابق عهدها".

ودعاهم اسكندر إلى "الثّبات في الإيمان، وإلى التمسّك بالأمل. لنكن جميعًا يدًا واحدة، ومن أبناء الرّجاء لنجعل من هذه التّجربة فرصةً للتقرّب من الله، ولتعزيز روابط المحبّة والأخوّة بيننا"، مشيرًا إلى أنّ "عيد مار الياس هو تذكير لنا بأنّ النّور يأتي بعد الظّلام، وأنّ الفجر يبزغ بعد اللّيل الطّويل".