لفت الرّئيس العام للرهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة الأباتي ​هادي محفوظ​، خلال ترؤسه قدّاسًا على مذبح دير مار الياس الرأس في جعيتا، التّابع للرّاهبات اللّبنانيّات المارونيّات، إلى "أنّنا نعيّد اليوم عيد مار الياس بإيمان عميق، متوقّفين عند مسيرته الكثيرة الغنى في مواقفها ومحطّاتها المتشعّبة نحو الإيمان والانتماء إلى يسوع، لكنّني سأتوقف عند واحدة منها وفيها دليل قوي على إيمانه وتعلّقه بالله وبالإنسان ومحبّته لهما، ولاسيّما تعلّقه بالإنسان الضّعيف: فالخوف الّذي انتاب مار الياس عندما شعر بأنّ كلّ الكهنة الّذين صادفهم أو عرفهم أصبحوا "كهنة البعل"، أي كهنة الاصنام مبتعدين عن الله ومحبّته ورحمته، فكثّف صلواته إلى الله ليشدّد إيمانه وينير دربه، لإعادة الضّالين منهم- أي كهنة البعل- إلى طريق الإيمان الصحيح؛ وقد تمكّن من ذلك".

وأشار إلى أنّه "ثبت إيمانهم بالله، بعدما أظهر لهم الأخطاء الّتي كان أشار إليها وحذّرنا منها مار الياس في دعوته لمحبّة الله والإنسان، داعيًا بجدّ لاقتلاع هذه الأخطار الإيمانيّة من عقولنا ونفوسنا، بل مذكّرًا إيّاهم بأنّ كلّ خير هو وزنة من عطايا الله على الأرض، وتجاهلنا لهذه العطايا -الوزنات- هو تخلّ عن عبادتنا وعن مبادئنا وإيماننا بالله الحي الدّائم فينا".

ودعا محفوظ، المؤمنين والمؤمنات إلى "تجديد إيماننا بالله وتعميقه"، مركّزًا على "أنّنا نشكره على كلّ خير وهبنا إيّاه، مؤكّدين له التزامنا به وبتعاليمه، قائلين له بكلّ صدق وإيمان: نحن متعلّقون بك يا رب، ونشكرك على كلّ عطاياك وعلى كلّ خير معنوي أو نفسي أو روحي وهبتنا إيّاه، وسنسعى إلى مضاعفة هذه الوزنات الّتي بين أيدينا، مدركين أنّ محبّتك هي المحبّة الحقيقيّة الّتي تدعونا إلى محبّة أخينا الإنسان لاسيّما الأضعف بيننا؛ وإلى نبذ الظّلم والظّالمين والاتجاه نحو الله لعبادته بصدق وإيمان صحيح".

وتوجّه إلى المشاركين، قائلًا: "اثبتوا على إيمانهم بالمحبّة الّتي منحها الله لنا، مثابرين على الصّلاة، لنكتشف المزيد من محبّة الله في حياتنا وفي الكنيسة وفي تعاملنا مع الآخرين، ولتكن مسيرة حياة مار الياس في حياتنا رمزًا لإيماننا المسيحي الصحيح".