أشار الرّئيس العام للرهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة الأباتي هادي محفوظ، خلال ترؤّسه قدّاسًا احتفاليًّا بمناسبة ذكرى شفاء نهاد الشامي، في دير مار مارون- عنايا، إلى "أنّنا أينما كنّا في العالم نصلّي للقدّيس شريل ونطلب شفاعته. وشهر تمّوز أصبح عمليًّا كلّه شهر القديس شربل، ونشعر أنّنا نحب أكثر وأكثر أن نكون في علاقة مع القدّيس المحبَّب لقلبنا والّذي نلجأ لشفاعته".
ولفت إلى "أنّنا نفكّر كيف عايش مار شربل، واللّهفة الّتي كان يعيش بها. كانت لديه لهفة صوب الله، وكان دائمًا يريد التّفكير به، ولم يتعب من أن يلهف صوب الله، وأن يقول له إنّ قلبه موجّه إليه، وأنّه يحبّه طالبًا مساعدته كي يبقى قريبًا منه"، مركّزًا على أنّ "القدّيس شربل قرّر أن يبقى قريبًا من الله، وحافظ على الدّعوة الّتي دعاه إليها".
وأوضح الأباتي محفوظ أنّ "القدّيس شربل شفيع لنا طبعًا، ولكن أيضًا مثال كي لا نترك لهفة قلبنا صوب الله، ونفهم أنّنا أينما كنّا في عائلتنا أو ظيفتنا أو في الحياة الديريّة أو الكهنوتيّة، يجب ألّا ننسى لهفة قلبنا إلى الله، وأن نبقيها مشتعلةً فينا".
وشدّد على أنّه "في خضمّ اليوميّات والأزمات الّتي يعيشها كلّ إنسان، مع اختلاف طبيعتها ودرجاتها، يجب أن يبقى قلبنا متّقدًا صوب الله، وهذا يتمّ بالمثابرة، أن نثابر على محبّتنا لله، وعلى صلاواتنا الّتي ليست مجرّد تمتمة كلمات، بل موقفًا نكون فيه باتصال مع الله".
ودعا إلى أن "نتأمّل بصورة القدّيس شربل كيف يغمض عينيه، ليكون منفتحًا بشكل كامل على النّظر إلى الله. كم كان يحبّ الصّمت والتأمّل وكم صلّى لأنّه قرّر أن يكون قريبًا من الله"، مبيّنًا أنّ "مسيحيّتنا هي عيش داخلي عميق قريب من الله، ينعكس فرحًا دائمًا، رغم كلّ ما يعيشه الإنسان". وختم: "في هذا اليوم المجيد، نتذكّر القدرة العجائبيّة الكبيرة لدى القدّيس شربل، وكم يمكنه أن يتشفّع لدى ربّنا".