أشار خادم رعيّة الفيدار الخوري طوني الخوري، خلال ترؤّسه قدّاسًا لمناسبة عيد القديس شربل في الكابيلا الّتي تحمل اسمه، قرب منزل نهاد الشامي في حالات- جبيل، إلى أنّ "في حياةٍ تميّزت بالصّمت، كان شربل حبّة القمح الّتي غيّرت الزؤان إلى قمح، وإشعاع نور المسيح الّذي أنار كثيرين من الخطأة وردّهم إلى الإيمان".
ولفت إلى أنّ "شربل غاص في سرِّ سيّده يسوع، وتحوّل لقاؤه اليومي به في الإفخارستيا والصّلاة إلى لِقاء حياة: فأضحى كسيّده "ويُشرِق كالنيّرات في السّماء"، مبيّنًا أنّ "شربل حيّ لأنّ مَن يعبده حيّ. هذا هو سرّ الحياة المسيحيّة الحقّة: نحن أحياء بالّذي يُحيينا، ومن هُنا تأخُذ حياتنا معناها الحقيقي".
وركّز الخوري على أنّ "شربل تزيّن بالفضائل الإلهيّة: الإيمان والرّجاء والمحبّة. عاش العفّة الكاملة، فأهدى جسده للربّ! وعاش الفقر الكامل، فلَم يحمل يومًا فِلسًا ولَم يسعَ إلى مال! وعاش الطّاعة الكاملة فَسَلَّم فكره وحريّته للكنيسة".
وذكر أنّ "شربل شفى مَرضى كثيرين، وغيّر حياة كثيرين، ولكن قبل ذلك كلّه جاهد الجهاد المُضني لكي يقتلع الزّؤان من قلبه: أنّه شفى نفسه أوّلًا من مُلوّثات الحياة. شفاها بكلمة الله: فَمن لا يشفي نفسه لا يشفي غيره"، مشدّدًا على أنّ "كثيرين يلتمسون الشّفاء من شربل، وكثيرين يهرعون وراء الأعاجيب، ولكن كم من هؤلاء مارس الفضائل الّتي مارسها شربل، واغتنى من ذبيحة الرّب كما فعل، وهام في الصّلاة كما فعل، وتأمّل في كلام الرّب كما فعل: إنّهم قِلّة قليلة، لا بل نادرون جدًّا".
كما أوضح أنّ "النّاس تطلب آيةً ليس إلّا، ولَن تُعطى لهم آيّة إلّا آية موت وقيامة الرّب، ومَن لا يموت عن خطاياه مع المسيح، لن يقوم في القيامة في اليوم الأخير مع المسيح".