أشار خادم رعيّة بقاعكفرا الخوري ميلاد مخلوف، خلال ترؤّسه قدّاسًا احتفاليًّا بمناسبة عيد القديس شربل في كنيسة السيدة الرّعائيّة، إلى أنّ "يومًا بعد يوم نرى أنّ القديس شربل هو قريب الجميع، واحد من أفراد الأسرة الّذي يبلسم الجراح والآلام في كلّ إنسان منّا. لذلك، فالحالة المطلوب أن نعيشها على مثال هذا القديس الّذي أصبح "منّا وفينا"، هي أن نتشبّه به، هو الّذي تميّز بصلابة الإيمان والقرار الثّابت الّذي أراد أن يعيشه في حياته ونجح؛ متحدّيًا كلّ الظّروف الصّعبة".
ولفت إلى "أنّنا نعلم وبحسب رسالة اليوم، أنّ الله يعمل كلّ شيء لخير الّذين يحبّونه. الرّب يعمل هكذا في جميع النّاس، أفرادًا وكنيسة وجماعات، وفي المقابل علينا أن نعمل أيضًا ونعمل كثيرًا لكي نسير على ضوء محبّة الله لنا، وأن نقدّم في كلّ لحظة هذه الأعمال كأفعال شكر لله على هذه المحبّة".
وركّز مخلوف على أنّ "المشكلة في هذا الأمر بدأت منذ 700 سنة قبل المسيح في قراءة سفر النبي إيليا في العهد القديم، حول ما قاله هذا النبي للملك الملتجئ إلى البعل ليشفيه: لديك الله فلماذا تذهب إلى البعل؟"، مبيّنًا أنّ "هذه المشكلة القديمة ما زالت موجودة، ولكن الشّاطر يخلّص نفسه، كما يقول القديس نعمة الله الحرديني".
وتساءل: "أنا الّذي أُحب يسوع وآتي إليه، كيف أعود في اليوم التّالي إلى البعل وأغرق في تقديم التّنازلات إلى هذا العالم؟ يجب عليّ أن آخذ قرارًا بأن أكون مع الله وأبقى معه، مهما كانت التحدّيات والشّدائد والاضطهادات. أليس هذا ما يقوله مار بولس؟ القديس شربل أغمض عينيه عن هذا العالم ليفتحهما في السّماء، أحنى رأسه عن شموخ هذه الدّنيا ليفتح قلبه في السّماء. لم يقبل لأيّ برد أو جوع أو سخرية أو لأي تحدّ أن يبعده عن الله، ليؤكّد أنّ المسيح هو المنتصر".
كما أكّد "أنّني كمسيحي لا يمكن أن أكون في قلبي مع الله وفي قالبي مع غيره، في شكلي ولباسي وتصرّفي. يجب أن أعكس لجميع النّاس صورة أنّنا لله ومستعدّون أن نموت من أجله، ويجب ألّا نسمح أن يرانا النّاس في صورة أنّ المسيحيّين يهاجرون عند أوّل طلقة رصاص".
وأوضح مخلوف أنّ "هذا يحصل لأنّ قلبنا في غير مكان، والمغريات المادّيّة هي السّبب. فأين الإيمان؟ هذا لا يعني أنّ كلّ من يهاجر هو بعيد عن الله، ولكن إذا كانت الهجرة ستفقدني صلابة إيماني، فيجب أن أختار الموت هنا من الجوع و البرد والحرب، على أن أترك الرب".
وأضاف: "هكذا فعل مار الشربل السّكران بالله. يجب أن نعود من أيّ زيارة إلى القديس شربل وقلبنا مملوء من الله ولساننا مسبّح له في كلّ زمان ومكان. هذا هو العيد، وهذا هو تكريم القدّيسين وإكرام ربنا ومخلّصنا يسوع المسيح".