لفت رئيس رابطة "كاريتاس لبنان" الاب ميشال عبود، خلال ترؤسه قداسا سنويا لأقاليم كاريتاس الاربعة، صيدا وجزين والشوف الساحلي والشوف الأعلى، تزامناً مع عيد القديس شربل في مقام القديس شربل في دير القمر، إلى "أنّنا نحتفل اليوم في هذا القداس لمناسبة عيد القديس شربل في هذا المزار التابع لرابطة كاريتاس لبنان، وقد جئتم اليوم إلى هنا لان روح الله موجودة فيكم، وهو الذي دفعهم لترك بيوتكم وراحتكم المجيء. اليوم كنائس مار شربل من عنايا إلى بقاعكفرا الى كل الكنائس لم تعد تتسع للمؤمنين، كما في كنائس مار شربل في كل العالم، فما هو سر هذا القديس؟ وما هو سر الشاب يوسف مخلوف الذي ولد يتيم الاب من بقاعكفرا، وتحدّى الفقر ومارس حياته الايمانية وترك قريته ليترهب في عنايا؟".

وتساءل: "ما سر هذا الراهب الذي أخذ اسم شربل، وهو اسم قديس كان يعيش داخل الدير موضوع سراج المياه واعطى النور؟ ما سر هذا القديس الذي ترك كل شيء وعاش في المحبسة متقشفا، ومات وهو يحمل القربان المقدس؟ سره هو سر الله الذي ما زال يسأل عن الإيمان وسر حضور الله في العالم، لذلك نقول اليوم أن الله حاضر وهو يتمجد في قديسة".

وأشار عبود إلى أنّ "لمن يسأل عما إذا كان هناك سماء وحياة أخرى، نقول له نعم الإنجيل يدلّك، وقد سمعنا اليوم في الإنجيل أن هناك حياة أبدية والله حاضر، وكل شخص يقوم بتحضير سماءه على الارض. نحن نصدّق إنجلينا، واذا كان نريد علامات حسية فلنتطلع إلى حياة القديس شربل وحياة كل القديسين، مار شربل الذي انطبعت حياته في كل العالم وصار لبنان عنوانا لمار شربل، وعندما لا يعرفون لبنان نقول لهم نحن من بلد القديس شربل، ما سر هذا الشخص الذي انتقل من عنايا إلى كل الدنيا رغم انه لم يكن يعرف ذلك".

وركّز على أنّ "حضور القديس شربل مرتبط بسر حضوره مع الله، لكننا لا نستطيع أن نشترك في القداس ونحتفل بعيد مار شربل دون أن نحمل معنا زوادة لنكبر جسديا ونتقدم فكريا وثقافيا، والأهم روحيا. وهذا ما يدعونا للقداسة".

وأضاف: "بعد لحظات سنقول "الاقداس للقديسين بالكمال والنقاوة والطهارة"، فمن سيتقدم للمناولة؟ مار شربل تناول أكثر من مرة وشبع من القربان، إضافة الى القديسة ريتا. هؤلاء لن يتناولوا، نحن من سيتناول القربان بالكامل، لأننا كلنا مدعوون له للنقاوة، لتطهير القلوب، ولنطلب من الله ان يقدسنا؛ ولولا ذلك لما كنا موجودون هنا".

كما ذكر عبود أنّ "ما يجمعنا بالقديس شربل عناصر كثيرة، بداية ما جمعنا به هو الصلاة والله (انا هو أقرب الهك لا يكن لك اله غيري). كل إنسان عليه أن يسأل، هل الله هو الإله الحقيقي، أم اني ما زلت اؤيد أشخاصا معينين أو الحق أشياء معينة؟"، مبيّنًا أنّ "الحياة ستنتهي وسنرى وجه الله، وعلينا أن نتحضر. ومن يعيش مع الله على الارض سيذهب إليه، ومن يرفضه هنا سيرفضه هناك. هنا السماء وهنا جهنم، القديسون تغذوا بالقربان، ونحن لدينا سياراتنا والكنائس منتشرة في كل مكان ونستطيع الوصول إليها في أي لحظة".

واردف: "يسأل البعض هل الغياب عن القداس خطيئة؟ نحن نقول بالطبع خطيئة، هذه خسارة بإمكانك أن تتناول جسد المسيح لتدخل السماء إلى قلبك وبيتك وعائلتك، فهل ما تقوم به أهم من الكنيسة والقربان؟"، مشيرًا إلى أنّ "مار شربل ومعه كل القديسين كان عندهم اكراما لمريم العذراء، هذا ليس اكسسوار في إيماننا المسيحي، بل هو من صلب إيماننا المسيحي. فمريم هي من يحمينا وعلينا أن نحبها كما أحبها يسوع".

وشدّد على أنّ "شربل والقديسين جعلوا من الإنجيل دستور حياتهم، نحن حياتنا اسهل وكل الإنجيل يصلنا عبر الهاتف ورغم ذلك نرفض، فكيف سنرى وجه الله يوما؟ اكيد بكل خجل لأننا لم نقرأ الانجيل، كلمة الله تشبعنا، والقديسون علامة لنا ليقولوا لنا أن بإستطاعتنا أن نتقدس كلُّ من موقعه".

وأكّد عبود أنّ "كاريتاس المنتشرة في كل العالم لا تعمل من اجل بطن الإنسان فقط، بل ليعيش الإنسان في المحبة والله محبة".