ردّ الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، النائب السابق وليد جنبلاط على رسالة جوابية كان تلقّاها من الشيخ موفق طريف، بعد الكتاب الأول الذي وجّهه له.

وجاء في ردّ جنبلاط: "إنني بمنتهى الحرص الذي أظهرته سماحتك على حلّ أزمات لبنان بما لنا من مسؤولية، وبما هو متاح فعلاً من إمكانية لها، فإنني أبادلك الحرص ذاته على أن تكون أمور طائفة الموحدين الدروز في كل أماكن تواجدهم محفوظة الكرامة، تحت سقف هويّتهم العربية الإسلامية، التي يحاول كثيرون تشويهها، وواجبٌ علينا وعليكم التصدي لذلك.

ولعلّه من المفيد لفت النظر إلى أن ما يجري في فلسطين المحتلة من عدوان تنفّذه حكومة بنيامين نتنياهو، إنما هو عدوان ضد الانسانية جمعاء، وهو ما يطال وجدان وضمير كل إنسان، وكل العرب والمسلمين، ونحن وأنتم منهم، ولذا وجب أن يكون الموقف واضحاً ضد هذا العدوان الذي يطالنا جميعاً، أما الاستقبال الذي حصل فقد أضرّ بالموحدين جميعهم في فلسطين كما في لبنان وسائر الدول.

أما في ما يختص بعادة استقبال الزائر، فإن الشجاعة التي هي أيضاً من شيم أبناء الطائفة، والتي نعهدها بكم، تقتضي كانت عدم استقبال نتانياهو في ظل كل إرتكاباته، واتخاذ الموقف الصريح ضد ما يقوم به.

واسمح لي بما أظهرتم من حرصٍ على التواصل المباشر، أن أؤكد على ذلك، لضرورة التنسيق بما يعود بالنفع على كل أبناء الطائفة ولا يضر بأي مجموعة منهم في مناطق تواجدهم، وأن يخدم تثبيت وترسيخ انتمائنا جميعا للهوية العربية الإسلامية".

وكان جاء في رسالة الشيخ طريف ما يأتي: "... نحن حرصاء أوّلًا وآخرًا على نقاء الطّائفةِ، هويّتها التّوحيديّة، تاريخها ومستقبلها، كلّ الحرص. وكما هو معلوم، فنحنُ مواطنون في دولة ديمقراطيّة، نحترمُ قوانينها وحقوق مواطنيها وحقّ المواطنة فيها، حالنا كحال سائر المواطنين العرب في إسرائيل".

وأضاف: "موقفنا في هذا الشّأن موقفٌ واضح وشريف، نأمل أن تحترمه كما نحترمُ مواقفكم، حتّى عندما نراها تتقلّب وتتغيّر تجاه قضايا لبنان ومركّبات لبنان، حيث اعتدنا دائمًا أن نحترم خصوصيّاتكم دون تدخّل منّا، رغم ألمنا الشّديد تجاه ما يشهدهُ لبنان الّذي نحبّه ونرجو له كلّ التّوفيق والخير. وكما هو معروف، فإنّنا لسنا رجالات ​سياسة​ ولا نمتهن "فنونها" الّتي تتقلّب وفق الظّروف. سنكتفي فقط بالتّعبير عن رجائنا بأن يبقى دروز لبنان على العهد الثّابت في الحفاظ على دولتهم ووطنهم، تمامًا كما نرجو من دروز سوريا ومن الدّروز في كلّ مكان، مهما صعبت الظّروف".

وتابع: "بعد أن تتيسّر الحال أمامكم بحلّ المشاكل الدّاخليّة في لبنان – باعتبارك أحد زعمائها وقادتها البارزين - سنتحدّث حول طرق مساعدتنا للأخوة الفلسطينيّين، من أجل نيل حقوقهم وبناء دولتهم وإحلال السّلام العادل في المنطقة بأسرها.

أضاف: "معاليكم يعلم عُمق التواصل والتّعاون والعلاقات الّتي تربطنا مع المجتمع الفلسطينيّ، قيادةً شرعيّةً وشعبًا، وهم الّذين يقدّرون الطّائفة ويحترمونها. وليس هناك أيّ شكّ أنّنا نقدّر ونحترم شخصيًّا دور مصر والأردن والإمارات وقطر والمملكة العربيّة السعوديّة في الإشراف والوساطة من أجل إيقاف الحرب الدّائرة وإحلال السّلام وهذا املنا منذ اندلاع الحرب، بعيدًا عن مظاهر التّأجيج والتّحريض الّتي تُشرف عليها الجهات الإرهابية غير آبهة بالدّمار والضّحايا والتّشريد".

وأكد: "نحنُ في هذه البلاد، نعيش بحريّة واحترام، ولا نخافُ ولا نهاب من أيّ أنسان كان. لا نتردّد في اتّخاذ أيّ موقف لمصلحة الطّائفة. مواقفنا ومبادئنا الشّريفة والواضحة معروفة للقريب والبعيد، ولن نرضى أن يزاود عليها أحد. وللطّائفة الدّرزيّة في البلاد نوّابٌ في البرلمان ورؤساء مجالس وبلديّات، يقومون بالواجب السياسيّ المطلوب منهم تجاه الطّائفة وحقوقها، دون تردّد أو وجل. وفي أعرافنا وكما تعوّدنا، فإنّنا نستقبلُ ونحترمُ من يزورنا من أجل مصلحة الطّائفة وحقوقها بغضّ النّظر عن شخصه، فلا نبدّل في عاداتنا الّتي هي أمانةٌ يجب أن نحافظ عليها دائمًا".