بدأت الأوساط الحكومية ووزارة الخارجية التمهيد، للطلب من مجلس الأمن الدولي التمديد لقوات "اليونيفل" سنة إضافية، تنتهي في شهر آب 2025، قبل أن تنتهي مدة ولايتها أواخر آب المقبل، حيث شكلت زيارة لجنة الشؤون الخارجية في المجلس النيابي إلى مقر "اليونيفل" في الناقورة، ولقائها القائد العام لها اللواء ارولدو لاثارو، محطة في هذا المسار، تأكيداً على التزام لبنان بالقرار 1701.

وتلعب "اليونيفل" دوراً في الحفاظ على الاستقرار في الجنوب، وفقاً لمندرجات القرار المذكور، بالتنسيق مع الجيش اللبناني، ولها خدمات إنمائية في نطاق انتشارها، منها دعم البلديات بالطاقة البديلة وإقامة الملاعب ودعم الأنشطة الرياضية والنوادي الاجتماعيّة وتوطيد أواصر العلاقة مع السكان، من خلال تعليم لغات بلاد الوحدات الدوليّة للسكان، كاللغتين الاسبانية والايطالية، لكن الأهم أنها تقوم بنزع الألغام والقنابل العنقودية الإسرائيلية من الحقول الجنوبية، لتوسيع افاق التنمية في القرى والبلدات التي تنتشر فيها.

في الفترة الماضية، لاحظ المراقبون أن هذه القوات تمتنع عن القيام بأيّ دورية على الخط الأزرق، بسبب العدوان الإسرائيلي على الجنوب، حيث التزمت مراكزها في القطاعات الغربي والأوسط والشرقي، في حين يبقى التنسيق، في أيّ اشكال تتعرض له، مع الجيش اللبناني، وهي تطلق صفارات الإنذار، عند احتدام المعارك على جانبي الحدود، خاصة في مقر قيادتها في الناقورة وفي مركز الكتيبة الايطالية في شمع.

في هذا المجال، يؤكد مصدر نيابي جنوبي، لـ"النشرة"، التزام لبنان القرار 1701، دون أيّ تعديلات، وتواصل التنسيق بين الجيش وقوات الطوارئ الدولية، لأن لبنان يحرص على دور "اليونيفل" لارساء الأمن، ولتشهد على العدوانية الإسرائيلية، باستمرار الاحتلال للأراضي اللبنانية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وأجزاء أخرى واسعة واعادة احتلال الجزء الشمالي من الغجر. ويلفت إلى أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على الجنوب، منذ 10 أشهر، انتهاكاً للقرار 1701، لكن رغم ذلك تستمر سياسة المعايير المزدوجة، التي تتعاطى بها المنظمة الدولية، إلا أنه يشدد على أنه "مهما حاول العدو الاسرائيلي، فستبقى العلاقة بين أبناء الجنوب وقوات اليونيفل طيبة وممتازة، وكذلك التنسيق مستمر مع الحكومة والجيش".

من جانبه، يطالب رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي بشارة بأن تبقى العلاقة وطيدة مع "اليونيفل"، وبأن تقوم بدورها، بالتنسيق مع الجيش، لمنع الخروقات الإسرائيلية، ويدعو إلى أن "تسمّي العدو الإسرائيلي عندما يخرق حدودنا، ولا تتعمد عدم تسميته، وهو الذي يقوم بحربه ضد الجنوب، وكأنه استثناء دولي لا تنطبق عليه القرارات الامميّة".

وفي حين يشدد على أن "علاقتنا باليونيفل، منذ انتشارها في الجنوب، ممتازة، وهناك علاقات مصاهرة تمت مع جنود دوليين وفتيات جنوبيات"، يطالب، في الاعداد لقرار التجديد لها في آب المقبل سنة إضافية، بـ"اعتماد قواعد العلاقة وفق ما كانت عليه، تفويتاً لفرصة أرادتها تل أبيب، لكن محاولاتها باءت بالفشل وتعطلت رهاناتها لاشغال لبنان في إشكالية يفتش عنها الجانب الإسرائيلي".

تجدر الإشارة إلى أن عدد قوات "اليونيفل" المنتشرة في الجنوب يبلغ عشرة الاف ضابط وجندي من 49 دولة، بالإضافة إلى 800 موظف مدني لبناني، يعملون في الترجمة والطبخ ومرافقة الدوريّات التي كانت تبلغ يومياً 400 دوريّة قبل العدوان الإسرائيلي. وقدّمت "اليونيفل" 331 شهيدًا من جنودها، منذ انتشارها في العام 1978 وتعزيز دورها في العام 2006 لتطبيق القرار 1701.