احتفلت "جمعية جامع البحر الخيرية في صيدا" و"المجلس الأهلي لمكافحة الإدمان في صيدا والجوار" بإطلاق المرحلة الأولى من المشروع المشترك، وذلك برعاية وحضور رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة.

ويتضمن المشروع إنشاء "مركز طبي متطور ومركز متخصص لعلاج وتأهيل المدمنين على المخدرات" على أرض العقار 885/ بقسطا وبتمويل من الصندوق العربي للتنمية الإقتصادية والإجتماعية.

بعد النشيد الوطني اللبناني، ألقى رئيس جمعية جامع البحر الأستاذ حسن صفدية كلمة رحب فيها بالحضور، وقال: "أشكر حضوركم ومشاركتكم في هذا اللقاء الحميمي الذي يدل على محبتكم لجمعية جامع البحر ومكانتها في قلوبكم. وهنا في دار السلام هذا المبنى الذي تعرض للقصف والهدم 3 مرات ثم اعيد بناؤه بدعم من الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والمرحوم الحاج يوسف البساط وكذلك الهيئة الكاثوليكية الأميركية، طبعا وكثيرون من المحسنين الذين ساهموا باكمال وانجاح مشروع دار السلام الذي هو حاضر امامكم اليوم".

وأضاف "لا بد من التوقف قليلاً امام مشروع "النارنج"، مشروع العقار 885 الذي نحن اليوم بصدد اطلاق مشروعين فيه: مركز طبي متطور سيكون بمثابة مستوصف لكن متطور يقدم الخدمات الطبية بأعلى درجة وشبه مجاني والمنطقة بحاجة له . وأيضا مركز لمكافحة الإدمان، هذا المرض المستفحل في مجتمعاتنا وان شاء الله نستطيع نحن وشريكنا المجلس الأهلي ان نقضي على هذا الداء . وبالطبع لا بد من تقديم اسمى ايات الشكر والامتنان للسادة في الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية على كل ما قدموه لمتابعة وإنجاز البناء نهائيا ، فلهم منا كل التحية والشكر".

وقال: كثيرون يتساءلون كيف حصلت المناقصة وكيف رست على "ايبكو بيطار". نحن أعلنا في الجرائد الرسمية عن هذا المشروع، وتقدمت عدة شركات وجرت مناقصات وكانت شفافة جدا وبحضور تقريبا كل الذين ساهموا بتقديم مشروعاتهم وعروضاتهم ونستطيع القول بكل صدق وأمانة أن الفكرة أو الموضوع كان شفافاً جدا ولم يكن هناك انحياز لأي شخص والسيد جلال بيطار هو الذي قدم اقل سعر ، وأيضا قدم كثير من المجالات للمساعدة ببدء المشروع . وأخيرا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما فيه خير الناس وايضاً لن ننسى دولة الرئيس الذي كانت له اليد الطولى في بداية المشروع والذي مر عليه 13 سنة متوقفاً ، فسعى لتأمين الأموال لبناء ما ترونه امامكم اليوم، والآن عاد وسعى وقام بتأمين الأموال ووعد بالمزيد وسيكون المشروع كما ترونه هنا خلال حوالي سنة ونصف السنة".

وألقت رئيسة المجلس الأهلي لمكافحة الإدمان المحامية مايا غسان المجذوب كلمة بالمناسبة قالت فيها: "لولا العمل المتقن ما كانت الفكرة أصبحت واقعاً ملموساً. فمن تشكيل لجنة من الجمعيتين الى الاجتماعات المتواصلة والرسائل متبادلة مع الواهب للمناقصة وإعلان الجرائد وإعلان التوقيع مع المتعهد، مع اخذ المشورة من أصحاب الإختصاص. كل هذه الأمور حصلت بكثير من الشفافية والمصاقية وعلى قواعد الحوكمة والنزاهة والأصول المعتمدة لدى الواهب الأساسي الصندوق العربي الذي اعطى الاشعار مؤخراً في مطلع شهر تموز 2024 بتنفيذ المعونة وتحويلها لمصلحة المشروع المشترك".

بعد ذلك تحدث راعي الحفل فؤاد السنيورة مستهلاً كلمته بتوجيه "تحية إكبار وإجلال من هنا من صيدا عاصمة الجنوب الى أهلنا الصامدين في غزة والضفة الغربية المنكوبين بجرائم الإبادة الجماعية والتدمير المنهجي والتهجير والتضييق، وحيث فاق عدد الشهداء الأربعين ألفاً وعدد الجرحى المصابين والمعاقين التسعين ألفاً، وحيث تتعمّد إسرائيل ارتكاب هذه الجرائم بقصد تصفية القضية الفلسطينية".

وقال: "إنّ التصدي والصمود الأسطوري لإخواننا الفلسطينيين هو بمثابة البرهان القاطع على أنّ القضية الفلسطينية ليست للتأجير أو للبيع أو للتصفية لأنها تحفر عميقاً في ضمائر ووجدان الفلسطينيين والعرب والمسلمين أينما كانوا، وها هي القضية الفلسطينية تعود من جديد إلى طاولة العالم ككل.إنّه وللحفاظ على ما ضحى من أجله إخواننا الشهداء والجرحى والمصابين، ينبغي التنبه لثلاث أمور أساسية هي بمثابة تحديات تنبغي مجابهتها والفوز فيها: الحرص على إعادة ترتيب البيت الفلسطيني، واستعادة فلسطينية وعروبة القضية الفلسطيني، وان القضية الأساس هي القضية الفلسطينية وليست قضايا الفصائل الفلسطينية".

وأضاف السنيورة "بهذه المناسبة أيضاً أتوجه بتحية إكبار وإجلال إلى أهلنا الصامدين في صيدا وصور وبنت جبيل والنبطية وجميع باقي مدن وبلدات وقرى الجنوب والبقاع وغيرها من المناطق اللبنانية التي تتعرّض للقصف ولعمليات الاغتيال الممنهج، وحيث سقط عدة مئات من الشهداء والضحايا والجرحى والمعاقين وحيث تعرضت بلدات وقرى عديدة لتدمير واسع من أجل جعل عودة أولئك النازحين عن تلك القرى والبلدات شديدة الصعوبة".

ولفت إلى أنّ "في خضم هذه الأزمة الخطيرة والاعتداء الوحشي الذي تشنه إسرائيل على لبنان واللبنانيين، فإنّ هناك امران أساسيان تجب المحافظة عليهما، وهو الحفاظ على وحدة اللبنانيين وتضامنهم بين بعضهم بعضاً في وجه العدو الإسرائيلي وضد كل محاولات بث الفتنة بينهم وزرع الشقاق والخلاف في صفوفهم، والتأكيد على أهمية ومفصلية عودة الدولة لتكون صاحبة السلطة الوحيدة والحصرية على كامل الأراضي بكونها هي التي تشكّل الحماية الحقيقية للجميع، وهي التي تؤمن للبنان استعادة علاقاته الأخوية والصديقة مع الأشقاء والأصدقاء وعلى أساس العودة إلى احترام قرارات الشرعيتين العربية والدولية".

وقال: "على مدى السنوات التي تولّيت فيها مسؤولياتي في الدولة اللبنانية، كوزير وكرئيس للحكومة وكنائب عن الأمة اللبنانية عن مدينة صيدا، كان همّي المُقيم أن أقتفي أثر دولة الرئيس الكبير الشهيد رفيق الحريري، الذي لا يُقارَن به أحد في لبنان، والذي لم يدّخر وسيلةً أو مناسبةً لخدمة مدينة صيدا وأبنائها، وهو الذي بذل الغالي والنفيس، وضحّى بحياته من أجل ضمان حرية وسيادة واستقلال وعروبة لبنان، وتحقيق نهوضه الوطني والسياسي ونموه وازدهاره الاقتصادي والاجتماعي. وها هي أعماله الكثيرة تشهد على ما قدَّمه لصيدا وللبنان وللبنانيين. ولذا، فإنَّه من الطبيعي أن يُقَدِّرهُ الصيداويون واللبنانيون والكثير من العرب، وعلى مرّ الأجيال، مثلما كان في حضوره، وكذلك في غيابه.نسأل الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء على ما قدّمه وقام به من أعمال جليلة على كل صعيد، وأن يسكنه الفسيح من جناته.أقولُ كان شغلي الشاغل أيضاً، وخلال تحمّلي لتلك المسؤوليات الوطنية، أن أقوم بما تفرضه عليّ مسؤولياتي في رعاية الشأن العام، ولما فيه مصلحة جميع اللبنانيين. وكذلك كان همي، بذلَ كل الجهود الممكنة، ولاسيما في مرحلة عملي النيابي، من أجل الإسهام في تعزيز تطور ونهوض مدينة صيدا، وطنياً وسياسياً وعمرانياً، وكذلك اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً، كما والسعيَ لتحويلها إلى مساحةً نابضة بالحياة، بما يؤهلها لتحقيق التطلعات المستقبلية لأبنائها، ولتصبح مقصداً لأهلها وللبنانيين ولقاصديها من الأشقاء والأصدقاء، استناداً إلى تاريخها العريق، ولما تحتضنه من جواذب سياحية واقتصادية وصحية وتعليمية، وتكتنزه من إمكانات وفرص كامنة، بدلاً من أن تكونَ مجرَّد نقطة عبور بين شمالي وجنوبي لبنان. ولهذه الأسباب، فقد عملتُ وسعيتُ وبذلتُ كل جهد ممكن في كل الأوقات وفي كل المواقع التي شغلتها من أجل خدمة هذه المدينة العزيزة وأهلها لإحداث نقلة نوعية عبر الأفكار الجديدة التي كنت أطرحها، والمبادرات والمشاريع التي كنت أطلقها وأدعمها، ومن أجل تنشيط وتعزيز قدرات المدينة الحيوية، ومن أجل أن يتعزّز دورها على طريق النهوض والتميز الدائم، ولما فيه مصلحة أبنائها وأجيالها المقبلة".

وأضاف: "على هذا المسار الصعب، بادرتُ إلى تسخير كل امكانياتي والصلات الواسعة التي نسجتها، والصدقية التي بنيتها على مدى السنوات الماضية من أجل تعزيز الإيمان والالتزام بهذه الأهداف، وتوليد القناعة لدى المواطنين الصيداويين، ولاسيما الشباب والشابات منهم، بأهمية المشاركة في تحمل المسؤولية والإسهام في تحقيق الإنجاز بما بات يولد لديهم الاعتزاز بالمشاركة في حمل لواء استنهاض الهمم وإطلاق المبادرات الجديدة في المجتمع الصيداوي. وفي هذا السبيل، كان عليّ العمل على تأمين الوسائل والدعم المعنوي والمادي الإضافي لهذه المدينة الحبيبة من خارج موازنة الدولة اللبنانية ومن خارج المال العام، سعياً لتنفيذ جملة من المشاريع النهضوية والعمرانية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية، لما فيه مصلحة مدينة صيدا وأهلها الكرام. وهذا هو المسعى ذاته الذي ما فتئت أقوم به من أجل هذه المدينة، وهو أيضاً ما قمت به وعملت من أجله وثابرت عليه من أجل مدينة بيروت ومدينة طرابلس، والعديد من المناطق اللبنانية من أقصاه إلى أقصاه. التعاون المميز والمثمر الذي حصل بيني وبين الزميلة النائبة بهية الحريري، وكذلك بيننا وبين محمد السعودي الذي انتخب رئيساً للبلدية، مكّننا من إطلاق العديد من المبادرات، وتعزيز السعي إلى تنفيذ العديد من المشاريع خلال فترة عهدتنا النيابية.على هذا المسار، عملتُ على توفير كل دعم مؤسساتي ومالي ممكن لتحقيق النهوض المنشود لمدينة صيدا من خلال الهبات التي سعيتُ إلى ان يُصار إلى تقديمها، أكان ذلك من أجل تنفيذ بعض المشاريع الكبرى التي نُفّذتْ في المدينة، أو لتخصيصها من أجل دعم عدد من المؤسسات الاجتماعية والإغاثية والتعليمية في المدينة، أو في مجالات استنهاض همم شُبّان وشابات المدينة، للانخراط في إطلاق مبادرات جديدة".

وختم السنيورة بالقول: "لقد استطعتُ خلال تسع سنوات من العمل النيابي، أن استثمر رصيد علاقاتي اللبنانية والعربية والدولية في خدمة المدينة ولصالح أهلها، بشكلٍ كان ولا يزال يُشعرني بالرضا عن تلك الإنجازات. وهو الأمر الذي لاأزال أمارسه وأسعى باجتهاد لمتابعته، يحفزّني إليه، والعمل من أجله، انتمائي وولائي لمدينتي وأهلها. الدرس الأساس الذي يمكن استخلاصه من كل هذه التجربة الغنية، هو التدليل على أهمية الصدقية أولاً. وثانياً، وضوح الرؤية والأهداف التي سعيت إلى تحقيقها، والمشفوعة بإرادة وعزيمة مثابرة من أجل تحقيق الإنجاز وفاءً مني لمدينة صيدا ولأبنائها، آملاً من الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه".

بعد ذلك جرى وبرعاية السنيورة وحضوره توقيع اتفاقية التعاون المشتركة بين جمعية جامع البحر ممثلة بحسن صفدية والمجلس الأهلي لمكافحة الإدمان ممثلاً برئيسته المحامية مايا غسان المجذوب.