رأى الكاتب والمحلّل السّياسي قاسم قصير، في حديث لـ"النشرة"، أنّ خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام الكونغرس الأميركي كان الهدف منه تبرير الجرائم الّتي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، من خلال إختراع الأكاذيب، بالإضافة إلى الحديث عن أنّ ما يقوم به هو دفاع عن الشّعب الإسرائيلي، لا بل حتّى الإشارة إلى أنّه دفاع عن الولايات المتحدة الأميركية نفسها.
ولفت إلى أنّ المؤشّرات الحاليّة توحي بأنّ فرص الذّهاب إلى تسوية ضعيفة جدًّا، لا سيّما أنّ نتانياهو في الأصل كان يسعى، بين الحين والآخر، إلى الاستفادة من مسار المفاوضات من أجل كسب المزيد من الوقت، والتّخفيف من الضّغوط الّتي يتعرّض لها على المستويَين الدّاخلي والخارجي، في حين هو يضع شروطًا مستحيلة؛ مثل حديثه عن استسلام حركة "حماس".
أمّا بالنّسبة إلى الجبهة الجنوبيّة، فرأى قصير أنّ الأوضاع على هذه الجبهة مرشّحة أيضًا إلى المزيد من التّصعيد، لكنّه أوضح أنّ مدى هذا التّصعيد لا يمكن التكهّن به، مشيرًا إلى أنّ حصول تسوية، انطلاقًا من الأوضاع في غزة، أمر ممكن لكنّه احتمال ضعيف في الوقت الرّاهن.
وردًّا على سؤال حول ارتباط التّسوية في غزة والمخاوف من عودة الرّئيس الأميركي السّابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ذكر أنّ الموقف الأميركي الحالي في الأصل يغطّي العدوان على غزة، لكنّ واشنطن لا تريد أن تتضرّر مصالحها، لافتًا إلى أنّ المقاربة الّتي قد يذهب إليها ترامب غير واضحة في الوقت الحالي، وبالتّالي لا يمكن التكهّن بما إذا كان سيذهب أكثر من إدارة الرّئيس الحالي جو بايدن في دعم تل أبيب أم لا، أو أنّه سيفضّل خيار التسّوية؛ مع العلم أنّه من الدّاعمين لإسرائيل.