في ظلّ مواصلة الاعتداءات الإسرائيليّة على جنوب لبنان، علمت صحيفة "الجمهورية" أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الّذي وصل إلى باريس أمس، لتميثل لبنان في الاحتفال بافتتاح الاولمبياد في العاصمة الفرنسية، والتي سيشارك فيه رؤساء وممثلون لـ 120 دولة حول العالم، أنّ "ميقاتي سيلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وعدداً من رؤساء الدول ونظرائه العرب والاجانب، وسيكون الوضع في لبنان وسبل وقف الاعتداءات الاسرائيلية عليه بإجبار اسرائيل على التزام القرار الدولي 1701، أبرز مواضع البحث في هذه اللقاءات؛ خصوصاً في ظل التهديد الاسرائيلي بشن حرب واسعة النطاق على لبنان".

مستقبل الوضع

وأشارت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية"، إلى أنّ "ما سيكون عليه مستقبل الوضع في غزة والجنوب، سيتبلور بعد عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من واشنطن، ومعرفة نتائج محادثاته مع المسؤولين الاميركيين".

واشنطن: فصل كامل للرئاسة عن الجنوب

من جهتها، ذكرت صحيفة "الأخبار"، أنّ "بين الاستعداد لانتهاء مرحلة أميركية والانتقال إلى فترة رئاسية أخرى، تكثر الرهانات على احتمالات المساومات بين عهد يتحضّر للمغادرة، وعهد جديد بدأ إعداد ملفات الأعوام الأربعة المقبلة. لكن ثمّة مراكز قرار ودوائر نقاش واستراتيجيات تبقى فاعلة في رسم مسار الملفات الأميركية الخارجية، ومنها ما يتعلق بلبنان".

ولفتت إلى أنّ "حزب الله لا ينفكه يتحدّث عن فصل مسار الرئاسة عن وضع الجنوب، الذي يربط وقف النار فيه بوقف الحرب في غزة، ويؤكد انعدام العلاقة بين الملفين. لكن هذه التأكيدات لا تؤخذ أميركيًّا إلا من باب الحيطة والحذر اللذين يمارسهما الحزب في مرحلة عسكرية، وانتظاراً لجلاء المسار الإقليمي، سواء في الاتصالات مع إيران، أو في ما تريده الأخيرة من مساومات حول ملفات المنطقة؛ والرهان على أنها ستنجح في ما تريده"

وأوضحت الصحيفة أنّ "هذا يعني أن الحزب في تأكيده على الفصل، إنما يتوقع أثماناً على طريق ما تحصّله إيران من مكاسب، وما يحققه هو بنفسه من جراء صراعه مع إسرائيل. ومن هذه المكاسب رئاسة الجمهورية في الدرجة الأولى، ولا سيما أنه يخوض منذ سنتين معركة تثبيت أحقية مرشحه وحده في مواجهة القوى السياسية الأخرى".

وبيّنت أنّ "لواشنطن وجهة نظر أخرى، هي السائدة حتى الآن في الإدارة الحالية، ولدى من يتحضّر لاحتمال دخول البيت الأبيض. وهذا ما تبلّغه في الفترة الأخيرة أكثر من طرف معني في لبنان والمنطقة وعواصم أوروبية: بقدر ما أن واشنطن تعمل على منع توسع الحرب إلى لبنان، وبقدر ما هي معنية بأن تشمله تسوية تتفادى بموجبها التحذيرات الإسرائيلية، والتوصل إلى وقف النار فيه، فإنها غير معنية في المقابل بأي ثمن يتعلق برئاسة الجمهورية".

كما أفادت بأنّ "هذا ما تبلّغته إيران كذلك بوضوح عبر الاتصالات القائمة بوتيرة مدروسة. ما تقوله واشنطن هو أنه من الطبيعي أن تمارس إيران، ومعها "حزب الله"، ​سياسة​ الرهان على قبض الأثمان، نتيجة تسويات يمكن أن تنتج عن مرحلة وقف النار في غزة ومعها لبنان. لكنّ هناك إصراراً أميركياً على عدم تحويل رئاسة الجمهورية إلى بند للتفاوض".

وأضافت "الأخبار": "هذا الكلام سبقت الإشارة إليه مع عملية التفاوض حول الترسيم البحري، ولم يقبض الحزب أو إيران ثمنه في الرئاسة. وهذا ما سيحصل مرة أخرى، وليس موضع جدل. لذا كان إصرار الأميركيين على توجيه الرسائل إلى القوى السياسية كافة بالذهاب إلى انتخابات محلية، والحرص على الإبلاغ بأن لا مرشح مفضّلاً لديها رغم كل التسريبات التي تتعلق بشخصيات مدنية أو عسكرية. ولأن قرار فصل ملفَّي الرئاسة عن الجنوب أو عن غيره قائم ولن يتبدل، جرى التبليغ كذلك بأن لا مجال للمساومة حول الرئاسة من ضمن سلة متكاملة تتعلق بالحكومة أو التعيينات، بمعنى فصل الرئاسة كلياً عن كل ما عداها من ترتيبات داخلية لبنانية تنضج ظروفها بحسب الأطر الداخلية وليس بفعل ترتيبات إقليمية".

احتمالات التهدئة والتصعيد متساوية!

على صعيد متّصل، علمت صحيفة "الديار" أنّ "دبلوماسيا غربيا ابلغ مسؤولين لبنانيين بان الاحتمالات لا تزال متساوية بين التصعيد والتهدئة، وانه يجب عدم الاستعجال في الاستنتاج، والانتظار ريثما تنتهي زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الى واشنطن، حيث تحاول الادارة الاميركية فرض نوع من "الستاتيكو" المنخفض الوتيرة في المنطقة، ريثما تحصل الانتخابات الرئاسية؛ وبعدها يمكن الحسم النهائي للملفات".

وبيّنت أنّها "تشمل "خارطة الطريق" لتنفيذ المرحلة الاولى من الاتفاق حول غزة، وتمديد التفاوض على المرحلة الثانية حتى تشرين الثاني، وهذا يضمن وقفا للنار، يشمل الجبهة في جنوب لبنان، والحفاظ على الاسرى الاسرائيليين احياء، وبعدها يمكن التفرغ لـ"اليوم التالي" في غزة وجميع الجبهات".

"طبخة" باسيل "ما استوت بس ما خربت"

على الصّعيد الرّئاسي، أشارت صحيفة "الجمهوريّة" إلى أنّ "رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل استمر في تصعيده الكلامي، مصوبا بالواسطة على رئيس مجلس النواب نبيه بري في هجومه المباشر على نائب رئيس المجلس الياس بو صعب، واحد نواب التكتل المتنيين المقرب من "ابو مصطفى"، فيما كان نائب جبيل سيمون ابي رميا "يتمشى" مع النائب السابق شامل روكز في اهمج في جولة بيئية- سياحية؛ مشيدا ببطولاته وانجازاته".

واعتبرت أوساط سياسية للصحيفة، أن "الطبخة بين ميرنا الشالوحي وعين التينة، التي دخل على خطها "بيك" المختارة لم "تستوِ" بعد، الا انها بالتأكيد لم "تشوشط" نتيجة تمسك "حزب الله" ببعض الملفات الداخلية، وعدم استعداده "للتضحية" بها حالياً".

ورأت ان "حارة حريك غير مستعدة للتفاوض على اوراق في الداخل، مقابل تغطية حكومة تصريف اعمال لن "تقدم او تؤخر"، حتى في حال عودة المسيحيين اليها، كما ان المطلوب مقابل تخفيض ميرنا الشالوحي لسقفها في ما خص موضوع الحرب جنوبا، اكبر بكثير، هذا دون اغفال مواقف بكركي العالية السقف والتي ستستمر؛ رغم جلسات التفاوض الجارية معها".

وخلصت الاوساط الى ان "حوار بري- باسيل لن تبصر نتائجه النور، ما لم ينجح باسيل في اظهار نفسه سيد الساحة السياسية المسيحية، وهو امر لن يكون من السهل تحقيقه، هذا اذا اسقطنا من الحسابات مسألة ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية غير القابلة للمساومة او الصرف عند البياضة. وقد تكون الاجواء التي سربت عن لقاءات السفيرة الاميركية في بيروت اخيرا، والضغوط التي تمارسها لانجاز تسوية رئاسية على قياس البعض، قد ساهمت ايضا في تعقيد المشهد".